إذا كان شهر رمضان شهر الصيام والقيام، فإنه بالنسبة لكثيرين أيضاً شهر التلفزيون والفضائيات بامتياز، ففيه تتسارع الأيادي متلقفة جهاز التحكم بالتلفزيون (ريموت كنترول). من يمسك به أولاً يستطع التحكم في مشاهدة البرامج والمسلسلات التي يرغبها، ويحتدم الخلاف مع تنوع الرغبات، الرجال يرغبون بمشاهدة برامج لا تفضلها النساء، وذلك ما ينسحب أيضاً على الأطفال. الإمساك بجهاز التحكم هو أحد أشكال السيطرة التي يفرضها أحد الزوجين على شريكه، وغالباً ما ينتهي النزاع بكبسة زر الأقوى. في حين تتفق عائلات على توحيد الموجة ما بين صلاتي المغرب والعشاء، وتؤجل خلافاتها «التحكمية» إلى ما بعد العشاء، حول المحطات والبرامج والمسلسلات المفضلة. يقول مساعد الرشيد: «في رمضان، من يمسك بالريموت أولاً هو من يتحكم به، بعد المغرب هناك اتفاق غير معلن حول البرامج والمسلسلات، لكن بمجرد انتهاء صلاة العشاء يبدأ اختلاف الرغبات بيني وزوجتي، فما أتابعه أنا يختلف عما ترغب في متابعته، غير أننا نحاول تغليب هذا الاتفاق في معظم الأحيان». لكن الوفاق دائماً ما يذهب ضحية «حليمة وأخواتها». وفي منازل أخرى، يختلف الأمر إلى درجة فرض حلولٍ للتسوية وفض الاشتباكات، إذ تقول موضي الحمد إن فترة الإفطار وحتى ما قبل صلاة العشاء هي فترة اجتماع العائلة على التلفزيون، فالكل يشاهدون ذات المسلسلات والبرامج، ولتفادي الخلاف يتفرق الجميع، كلٌ في غرفته التي يوجد بها تلفزيون خاص، تفادياً للمناوشات والخلاف. ولا تنفك الزوجات تبرماً وتذمراً من سيطرة الزوج على مجريات الأمور في كل الأوقات، حتى عند مشاهدة التلفزيون، تقول أم بدر: «في حضور زوجي يكون هو المسيطر على الريموت، فأبقى في حالة عصبية لا تزول إلا عند خروجه من المنزل، مضطرةً إلى مشاهدة برامجي المفضلة في أوقات الإعادة». وأشارت إلى اختلاف أطفالها معها على الريموت، ما دعاها إلى شراء جهاز تلفزيون خاصٍ بهم حتى تستريح من بكائهم وصراخهم، وتضيف: «قبل أن أشتري لهم تلفزيوناً خاصاً، لا يبدأ مسلسل أو برنامج حتى أجد أطفالي يمسكون بتالبيبي يريدون مسلسلات الرسوم المتحركة، وأحياناً اضطر إلى تغيير المحطة أملاً في إسكاتهم». وتختلف شهد الحربي في الأيام الأولى من رمضان مع أخواتها على الريموت كنترول وخصوصاً في الساعات الأولى من بعد المغرب: «لكن بعد التراويح لا يهتم أحدٌ بالتلفزيون، فالبعض يذهب لأداء صلاة التراويح، والبعض الآخر إلى التسوق، عدا من يفضل النوم عمّا سواه». عبدالله الزايدي حسم الأمر، ما بعد المغرب لا ينازعه أحدٌ على التلفزيون وهي الفترة المفضلة للمشاهدة لديه، وبعد العشاء يترك زمام الشاشة وجهاز التحكم للعائلة.