بلغني أن اليوم هو غرة شهر رمضان المبارك، ولدى المسلمين رمضان هو شهر الصوم والغفران، وفيه أنزل القران، بينما هو لدينا وعلى رغم أننا مسلمون، إضافة إلى ما سبق، هو شهر الأكل والنوم وفيه تزداد الأوزان، ومن الظواهر المصاحبة لهدا الشهر أيها القارئ السعيد أن يأتي الصائم أهله ووجه مكفهراً بعد جهاده في عمله، وهنا على أهله احترام مشاعره وكأنه هو الصائم الوحيد في المنزل، أما في عمله فيحكى أن الصائم في الإدارات الحكومية يحق له الدوام متأخراً وأيضاً بإمكانه أن «يأخذ له غفوه» أما إنجاز الأعمال فلا يمنع ان تتاخر الى بعد العيد. ومن مظاهر الصيام ايضا بينما انت في طريقك ان تقف سيارتان امامك فجاة ثم يترجل قائديها ويبدءان بالسباب والشتم واللعن، بعد ان انحرفت سيارة احدهم على الاخرى او نتيجة تجاوز مستفز، فيما فاعلي الخير يتقاطرون ويهرولون وهم يتصايحون «صوموا يا اخوان». وبعد مرحلة العراك وماصاحبه من سب وشتائم ستسمع «كلمات ليست كالكلمات» يرددها المتعاركان وهي اللهم اني صائم. قد يكون اليوم الاول هو الاصعب، لكن على المدخنين بلا شك هو الاشد قسوة فهم يترنحون جراء فقد «المخزي»، وعلينا كأمة اسلامية ان نراعي حالة هذه الفئة التي ابت واستكبرت الا ان تجعل من صيامها حجة للتمادي وعذراً يجب ان نقتنع فيه الى ان تحين ساعة الافطار. فان اخطأ فلنتغاضى عنه لانه مدخن، وان تمادي فلندعو له بالمغفرة ولنتغاضى عنه ايضاً لأنه مدخن. بعد ما سمعه من شهرزاد، اعتدل شهريار في جلسته وقال: «بالحرف الواحد»: ايها الصائم الموظف، تذكر انك لست وحدك من يصوم، فالمراجعون ايضا صيام وقد يعانون اكثر مما تعاني، وايها الصائم رب الاسرة، تذكر ان اسرتك ايضاً صائمة، اطفالك واهلك فلا تجعل من صيامك آفة لديهم. وايها الصائم قائد المركبة تذكر ان بقية السائقين صياماً، اما انت ايها المدخن الصائم، «ترانا ما حنا ناقصينك...»! وهنا ارتعشت شهرزاد وبدات تتنافض الى ان أدركها الصباح وبدأ الديك الصياح فتوقفت عن الكلام المباح. [email protected]