رفضت الشركة الخاصة بتركيب شبكات المياه المحلاة داخل أحياء مكةالمكرمة، إيصال تمديدات الشبكة لأي منزل أو دار لا تحمل صكاً رسمياً يثبت ملكية صاحبه، بحجة أن هناك عدداً من العدادات الرسمية المسجلة للفواتير التي لابد أن تسجل بأسماء أهلها الشرعيين. وجاء هذا الأمر بمثابة الصدمة على كثير من سكان تلك الأحياء بسبب عدم إيصال تلك الشبكات إلى منازلهم ما أدى إلى انقطاع المياه عنهم، ولجوئهم إلى الاستعانة ببدائل وحلول أخرى. وأوضح مصدر مطلع داخل الشركة ( فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة» أن الشركة أنهت أعمالها قبل فترة بسيطة من الآن، وسلمت المشروع بأكمله لشركة مياه مكة، مؤكداً في الوقت ذاته أن الشركة أكملت توريد شبكات المياه إلى غالبية أحياء المدينة، وإن كانت لم تستطع الوصول إلى البعض فإن ذلك يعود لبعض الصعوبات التي واجهتها في تلك الأحياء، خصوصاً الجبلية منها. وكشف أن بعض سكان تلك الأحياء رفضوا في الأساس تركيب الشبكة وإيصالها إليهم، بحجة أنها تأخذ مقابلاً مادياً وهو ما لم يتعودوا عليه في السنوات الماضية، وهذا ما أرغم عمال الشركة على عدم تركيب الشبكات الموصلة للمياه، مشيراً إلى أن من الصعوبات التي واجهت الشركة في تركيبها للشبكات، عدم وجود صكوك خاصة تثبت ملكية تلك المنازل لأصحابها وهو ما أسهم في عدم إيصال الماء إليهم. وكانت الشركة المركبة للشبكات بدأت أعمالها مع مطلع العام الحالي، وعملت على ربط أجزاءٍ كبيرة من أحياء وحارات مكة بشبكة متصلة بخزانات المياه المحلاة التي ترد عبر شبكات مترابطة وفق فواتير وعدادات إلكترونية تعمل على إيصال المياه لكل منزل وفق الطاقة الممكنة. بدوره، رفض أحد المتضررين من سكان الأحياء الجنوبية في مكة صاطي العتيبي الطريقة التي استخدمتها الشركة في عدم إيصالها الماء لتلك المنازل، وقال ل «الحياة»: «إن الشركة رفضت إيصال وتركيب الشبكة في منزلي بحجة أنني لا أملك صكاً أو حجة استحكام تثبت الملكية، وهذا غير معقول أبداً، فغالبية المنازل والبيوت في مكة من دون صكوك»، مستغرباً كيفية إيصال الكهرباء والهاتف وخدمات الصرف الصحي إلى منزله من دون صك، بينما تطلب منه شركة المياه ضرورة إحضار الصكوك. وأضاف:«خاطبت المسؤولين في شركة المياه مراراً وتكراراً من دون جدوى، ما اضطرني إلى اللجوء إلى شراء صهاريج الماء المتنقلة والتي أثقلت كاهلي، واستنزفت من مواردي المالية الشيء الكثير»، مؤكداً أنه سيلجأ إلى القضاء لمحاولة الحصول على حل للقضية التي سببت له ولأسرته متاعب كثيرة. من جانبه، لفت أحد المتضررين من سكان حي جرهم صالح اليامي إلى أن الشركة المختصة بتركيب عدادات المياه رفضت إيصال وتركيب شبكات الماء لمنزله، بحجة أنه يرغب في توسيع «المواسير» الموصلة للماء إلى منزله. وقال ل «الحياة»: «طلبت من عمال الشركة توسيع فوهة «الماسورة» الخاصة بمنزلي من 20 إلى 40 سنتيمتراً، نظراً إلى وقوعه في منطقة جبلية عالية، وحتى تكون قوة الدفع للماء أعلى وأقوى، لكن عمالها للأسف رفضوا ذلك وأصروا على تركيبها بسعة 20 سم، الأمر الذي دفعني لرفض التركيب من أساسه»، لافتاً إلى تذمره من عمال الشركة وطريقة تعاملهم مع السكان.