لم تشبه صبيحة اليوم الأول ل «المونديال» بقية أيام ساوباولو، فمنظر رجال الجيش الذين اكتظت بهم الشوارع منذ ساعات الصباح الأولى تقول إن الفعالية الكروية الأكبر ستشهد رقابة أمنية عالية، عربات الجيش نقلت أفرادها إلى الفنادق المختلفة حول المدينة حتى تلك البعيدة عن الملعب، إذ لازموا بوابات الفنادق منذ الخامسة صباحاً. واضطر رجال الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية أمام متظاهرين حاولوا إغلاق طريق رئيس باتجاه الملعب، فيما أصيب صحافي في شبكة «سي إن إن» الأميركية بكبسولة من الغاز المسيل لدموع أثناء المواجهة بين الطرفين. تظاهرات الرافضين لتنظيم المسابقة الكروية الاكبر في العالم بدت أقل حدة قبيل الافتتاح، على الأقل بناء على أعداد المشاركين، لكن صرامة رجال الأمن في التعاطي معها لا تزال بالحدة ذاتها، أصوات الاستياء من التظاهرة الكروية الضخمة بدت أقل ضجيجاً مما كانت عليه في الأيام الماضية، في ما يصفه البعض بالرضوخ لواقع الحال، بينما تسمع بين الحين والآخر عن إضراب حالي أو منتظر في كل قطاع من القطاعات، بالنسبة إلى حضور المونديال لا تبدو أخبار الإضرابات المتناقلة مقلقة، لاسيما وأن غالبية الأمور تسير بشكلها الطبيعي. كل القطاعات الحكومية توقفت عن العمل أمس (الخميس)، ذلك أن الحكومة أعلنت إجازة ليوم افتتاح البطولة، فيما اكتفت المصارف بالعمل الفترة الصباحية من الثامنة والنصف حتى منتصف النهار، عوضاً عن ساعات العمل السابقة الممتدة من التاسعة صباحاً إلى الخامسة عصراً. اليوم (الجمعة) وبعد أن تجاوز ال «مونديال» يومه الأول تدخل المنافسات منعطف اليوم الثاني، لتستكمل المجموعة الأولى مبارياتها بمواجهة الكاميرون والمكسيك. أما المباراة الأبرز فستكون نسخة أخرى من نهائي كأس العالم 2010، إذ ينتظر عشاق المستديرة منافسة محتدمة بين حامل اللقب إسبانيا، ووصيفه الهولندي، وربما تحدد هذه المباراة ملامح انطلاقة كل من المنتخبين المدججين بالنجوم نحو مرحلة متقدمة باتجاه اللقب، وسط أمنيات لا حصر لها من «الثيران» بمواصلة السيطرة على الكرة العالمية، فيما ستكون طموحات «الطواحين الهولندية» مختلفة نوعاً ما، فالأحلام مضاعفة لمعانقة إنجاز استعصى على «أبطال الكرة الشاملة». وفي آخر المباريات يبحث المنتخبان الأسترالي والتشيلي عن بداية إيجابية في مهمة تبدو صعبة للغاية لخطف بطاقة للتأهل في ظل وجود «الماتدور» و«الطواحين» في المجموعة ذاتها.