إسلام آباد - ا ف ب - فرضت باكستان قيوداً جديدة على تحركات الديبلوماسيين الأميركيين على أراضيها، في أحدث بادرة على استمرار تردي العلاقات بين البلدين منذ قيام قوات كوماندوس اميركية بقتل بن لادن داخل الاراضي الباكستانية. وقال مصدر ديبلوماسي إن خطاباً تلقته السفارة الاميركية في إسلام آباد زاد القيود المفروضة على تحركات الديبلوماسيين خارج العاصمة، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وينظر الى باكستان باعتبارها حليفاً رئيساً للولايات المتحدة في حربها على التشدد الإسلامي، غير ان العلاقات ساءت منذ العملية التي استهدفت بن لادن في ايار (مايو) في بلدة أبوت أباد العسكرية الباكستانية ومن دون ابلاغ إسلام آباد مسبقاً بها. وتحركت حكومتا البلدين لاحتواء الخلاف بعدما أوردت الصحف الباكستانية امس أنباء القيود الجديدة على الديبلوماسيين الاميركيين. وقال الناطق باسم السفارة الاميركية ألبرتو رودريغيز: «نعمل مع الحكومة الباكستانية على حل المسألة». وأعلنت الخارجية الباكستانية أنه «لم يتم تطبيق قيود تنسحب فقط على الولاياتالمتحدة» في ما يتعلق بتحركات الديبلوماسيين، غير انها اضافت انها تُجري «اتصالات بناءة مع السفارة الاميركية في إسلام آباد في ما يخص الامر». وأضاف بيان للخارجية الباكستانية: «ثمة ارشادات عامة تحكم حركة الديبلوماسيين في باكستان، بهدف ضمان سلامتهم واأمنهم ليس إلاّ، وهي الارشادات المعمول بها منذ وقت طويل». وتعرضت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان لمزيد من الضغوط بعد الغارة التي قتلت فيها قوات اميركية خاصة اسامة بن لادن، والذي ظهر انه كان يعيش في باكستان على مقربة من الاكاديمية العسكرية الرئيسية هناك. وقال مسؤول اميركي لقناة «اي بي سي» الاخبارية: «دأبت باكستان منذ شهور على التضييق على الموظفين الاميركيين العاملين فيها». وأوردت القناة السبت، ان قائد عمليات الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي) في إسلام آباد غادر باكستان لاسباب طبية. وكانت ادارة الرئيس باراك أوباما علقت مؤخراً نحو ثلث المساعدات العسكرية السنوية التي تقدمها لباكستان والتي تبلغ 2.7 مليار دولار، ولكنها اكدت لاسلام اباد انها ملتزمة بخطة مساعدات مدنية بقيمة 7.5 مليار دولار تم اقرارها عام 2009. ويشكك المسؤولون الاميركيون منذ امد طويل في صلات باكستان بالمتطرفين، بما في ذلك طالبان وشبكة حقاني المرتبطة بالقاعدة في افغانستان. وقال متحدث بلسان السفارة البريطانية في اسلام اباد، إن الارشادات التي تعتمدها الحكومة الباكستانية الآن في ما يتعلق بحركة الدبلوماسيين موجودة منذ فترة.