تُعتبر السعودية مؤهلة لبناء ركن أساسي من أركان اقتصادها، أي السياحة، بأنواعها المختلفة، وليس فقط السياحة الدينية المرتبطة بموسمي الحج والعمرة، فيما تتزايد الأهمية السياسية والدينية التي توليها المملكة لمواسم الحج والعمرة كمصدر للدخل القومي والإنفاق السياحي، إضافة إلى السياحة الاستجمامية والترفيهية وسياحة المؤتمرات والمعارض، مستفيدة من التنوع الجغرافي الشاسع فيها إذ تضم أراضيها أنواعاً كثيرة من السواحل والجبال والصحاري. ولاحظ تقرير شركة «المزايا القابضة» الإماراتية، أن الإنفاق السياحي في موسمي الحج والعمرة يُعتبر الأفضل للأسواق المحلية في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمدن المرتبطة بالسياحة الدينية. وبلغ عدد تأشيرات العمرة التي صدرت هذه السنة خمسة ملايين تأشيرة، ويُتوقع أن يرتفع بحلول منتصف رمضان المبارك الجاري للمرة الأولى إلى 5.5 ملايين تأشيرة، مقارنة بنحو أربعة ملايين تأشيرة العام الماضي. وأفادت تقارير صحفية سعودية بأن عائدات السياحة الناجمة عن نفقات إقامة الزوار (جُلُّهم من المعتمرين والحجاج) بلغت 25 بليون ريال سعودي (6.66 بليون دولار) العام الماضي، لتساهم بنسبة 3.9 في المئة من مصادر العملة الأجنبية. وأوضحت الشركة أن للسعودية القدرة على الاستقطاب السياحي، إذ ازداد عدد السياح فيها بنسبة كبيرة تجاوزت 28 في المئة، ليصل إلى 10.9 مليون سائح، وعدد الفنادق والوحدات السكنية إلى 1319 فندقاً ووحدة. ولفت التقرير إلى أن هذا الرقم منخفض مقارنة بالإنفاق السياحي في الإمارات، التي تقل عن السعودية في المساحة وعدد السكان. وتوقعت «غرفة تجارة وصناعة دبي» أن يبلغ إنفاق السياح داخل الإمارات نحو 124.6 بليون درهم إماراتي (34 بليون دولار) لغاية 2014، ما يرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 2.5 في المئة. وتوقعت أن يتجاوز عدد السياح 7.5 مليون شخص لغاية 2014، وأن يبلغ عدد الغرف الفندقية التي يشغلها السياح 212 ألف غرفة، بمتوسط إقامة يصل إلى ثلاثة أيام. ورأت «الغرفة» أن دبي قادرة على استقطاب مزيد من السياح خلال السنوات المقبلة، خصوصاً من الصين والهند وأوروبا وأفريقيا، مستفيدة من موقعها الإستراتيجي وأسواقها التجارية الكبيرة. وحضّت على ربط سياحة دبي بالشبكة السياحية للمنطقة، باعتبار الإمارة بوابة رئيسة لزيارة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، لتصبح أولى الأسواق السياحية التي يمكن التحرك منها إلى مناطق أخرى. واعتبر التقرير أن التنسيق الفاعل بين الدول الخليجية سيساهم في إيجاد وجهة سياحية متكاملة تشمل الاستجمام والترفيه والسياحة الدينية للعائلات، إضافة إلى سياحة المؤتمرات والخدمات لرجال الأعمال والخبراء والتقنيين. وأفاد التقرير أن دبي استطاعت أن تجعل من ذاتها إحدى الوجهات السياحية الأكثر تفضيلاً على مستوى المنطقة والعالم على مدار السنة، نتيجة لتميّز تجربتها في استضافة كمّ وافر من المؤتمرات والنشاطات الدولية المتنوعة. ورحب التقرير بفتح شركات الطيران الخليجية وجهات سفر جديدة داخل المنطقة، مثل تسيير «العربية للطيران» رحلاتها إلى القصيم في السعودية، انطلاقاً من مركز عملياتها الرئيس في الشارقة. ولاحظ مراقبون تفضيل كثير من العائلات السعودية قضاء إجازاتهم الصيف الحالي داخل البلاد، نظراً إلى الأحداث والاضطرابات التي تعيشها دول عربية كانت تشكل مقصداً لهم سابقاً. وتوقع «مركز المعلومات السياحية السعودي» نمواً بنسبة 27.5 في المئة في عدد رحلات السياحة المحلية خلال الصيف الحالي وارتفاع ما ينفقه السياح المحليين بنسبة 31 في المئة طوال فترة الموسم. وقدّر حجم صناعة السياحة في السعودية بنحو 57 بليون ريال العام الماضي. وتابع أن الاستثمارات الضخمة التي ترصدها السعودية للبنية التحتية والعقارات، أهَّلتها لأن تصبح مركزاً مهماً للاستثمارات الإقليمية والدولية، مع تأسيس مزيد من الشركات الدولية أعمالاً في السعودية. وتوقع رئيس اللجنة السياحية في جدة، أن يصل حجم الإنفاق السياحي في المدينة إلى أربعة بلايين ريال (بليون دولار) الصيف الحالي. وأفادت صحف سعودية بأن عدد المسافرين إلى خارج السعودية خلال إجازات الأعياد العام الماضي بلغ 3.4 ملايين شخص، في مقابل ثلاثة ملايين العام 2009، أي بزيادة 13 في المئة. ولاحظ تقرير «المزايا» أن الضعف الحالي في المرافق والتنافس غير المدروس بين دول الخليج وعدم وجود منتجات متكاملة، أدى إلى ارتفاع عدد السياح العرب الذين يزرون تركيا بنسبة 75 في المئة هذه السنة، وفقاً ل «منظمة السياحة العربية»، فأصبح نحو مليوني سائح عربي يزورون تركيا سنوياً، بفضل توافر الأمن والمواقع الطبيعية الجاذبة والروابط المشتركة في الدين والتاريخ.