بدا العاهل المغربي الملك محمد السادس متفائلاً في إمكان معاودة التطبيع الإيجابي للعلاقات بين بلاده والجزائر. وقال في خطاب ذكرى عيد الجلوس، أمس، إنه يأمل في إزالة العقبات التي تعترض مسار هذه العلاقات، مستنداً إلى أجواء الانفراج التي حصلت على خلفية تبادل زيارات لمسؤولين مغاربة وجزائريين في قطاعات اقتصادية وانتاجية في انتظار قرار معاودة فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين الجارين منذ صيف 1994. بيد أن العاهل المغربي جدد التزامه المضي قدماً في التعاون مع الأممالمتحدة لإنهاء نزاع الصحراء وفق مقاربة الحكم الذاتي التي تحظى بدعم المجتمع الدولي التي وُصفت بأنها «جدية وذات صدقية». وشدد على البعد الاستراتيجي لبناء الاتحاد المغاربي الذي ما زالت تعترضه عقبات وصعوبات. وهيمن ترتيب أوضاع البلاد على ايقاع متطلبات تفعيل الدستور الجديد الذي صوّت الشعب المغربي لمصلحته في الأول من تموز (يوليو) الجاري، على الجزء الأكبر من خطاب عيد الجلوس. وأشاد العاهل المغربي بمواقف الأحزاب والمركزيات النقابية وفاعليات المجتمع المدني المساندة للدستور الجديد، وكذلك توسيع نطاق المشاورات في إعداده ليكون في مستوى تطلعات المرحلة. ودعا إلى ترسيخ هذا التوجه من خلال التزام روح ومضمون الدستور الجديد، وكذلك إيجاد الآليات السياسية في صورة مؤسسات منتخبة جديدة، إضافة إلى اعتماد الوفاق الإيجابي في إقرار القوانين الإجرائية ذات الصلة بالانتقال إلى مرحلة جديدة. وركّز على تشريع هذه الإجراءات وتحديداً من خلال إجراء انتخابات اشتراعية لتشكيل مجلس النواب المقبل الذي تنبثق الحكومة منه، كون الدستور الجديد يرهن تعيين رئيس الحكومة بحيازة حزبه صدارة الانتخابات. وعرض العاهل المغربي إلى وضع مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، معرباً عن الأمل في إجراء انتخابات المجلس قبل نهاية عام 2012، مشدداً على أهمية تطبيق نظام الجهوية المتقدمة.