دعا المنشق الصحراوي القيادي السابق في جبهة «بوليساريو» أحمد ولد سويلم رفاقه السابقين إلى «الانضمام إلى جهود الحل السياسي» لنزاع الصحراء الغربية. وقال إن عودته إلى المغرب «ليست استثناء»، وأن هناك قياديين آخرين يجرون اتصالات من أجل العودة. واعتبر ولد سويلم المتحدر من قبيلة أولاد دليم في محافظة الداخلةجنوب الإقليم، أن اقتراح الحكم الذاتي «جاء ليلبي حاجة نفسية حقيقية للصحراويين في تيندوف»، الذين «يعانون المآسي وعدم الاستقرار والعيش في ظروف لا إنسانية صعبة»، مشيراً إلى قرار الأممالمتحدة منح مساعدات عاجلة للاجئين الذين «تهددهم المجاعة وشظف العيش». وبوصوله إلى المغرب، ينضم ولد سويلم إلى قوائم صحراويين انشقوا عن الجبهة بينهم قادة عسكريون مثل أيوب الحبيب، ومسؤول الاستخبارات عمر الحضرمي، والوزير السابق في خارجية «الجمهورية الصحراوية» إبراهيم حكيم وزعماء قبائل. واستبقت عودته المفاوضات المرتقبة بين المغرب و «بوليساريو» المقررة في فيينا السبت المقبل. ورغم أن هذه الجولة ذات طابع استكشافي، إذ سيسعى من خلالها الموفد الدولي كريستوفر روس الى إزاحة العقبات التي تعترض المفاوضات الجوهرية المعلقة، فإن «بوليساريو» استبقت الاجتماع غير الرسمي واتهمت الرباط بأنها تقوض جهود روس، في إشارة إلى الخطاب الأخير للعاهل المغربي الملك محمد السادس الذي اعتبر اقتراح الحكم الذاتي الإطار الوحيد للمفاوضات. واعتبرت مصادر مغربية تصريحات وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس عن استعداد بلاده للعمل لتقريب وجهات النظر المتباينة بين المغرب والجزائر، خطوة باتجاه إعداد الأجواء الملائمة لانطلاق المفاوضات. ورأت في هذا الموقف دعماً لجهود روس الذي حرص خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة على الاجتماع بالأمين العام للاتحاد المغاربي في الرباط، في سابقة بدت ربطاً بين حل نزاع الصحراء ومعاودة تفعيل الاتحاد. يضاف إلى ذلك أن روس الذي خرج متفائلاً من جولته في كل من الجزائر ومخيمات «بوليساريو» وموريتانيا والرباط، أجرى مباحثات في مدريد مع موراتينوس، وكذلك مع مسؤولين فرنسيين في باريس. وتوقف مراقبون أمام دلالات ربط الملك محمد السادس بين اقتراح الحكم الذاتي و «الآفاق المغاربية» التي قال إن الاقتراح سيفتحها للانكفاء على البناء المغاربي المتعثر منذ سنوات. وكان منشقون عن «بوليساريو» ضمن ما يعرف ب «خط الشهيد» الذي تقيم قيادته في مدريد تمنوا على الموفد روس الإصغاء إلى وجهات نظر أطراف صحراوية أخرى. وانتقدوا ما وصفوه ب «عدم شرعية» تمثيل «بوليساريو» للصحراويين في المفاوضات المرتقبة مع الرباط، لكن المغرب عزز وضع الصحراويين الموالين له من خلال إشراك رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي خلي هنا ولد رشيد في مفاوضات مانهاتن، مستنداً في ذلك الى تأييد المجلس الذي يضم أعيان القبائل ومنتخبين محليين وفاعليات نسائية، مبادرة الحكم الذاتي التي كانت محور نقاش واسع قبل إقرارها. وأبدى العاهل المغربي في خطاب عيد الجلوس تمسك بلاده بخيار الحكم الذاتي، وصادف ذلك موعداً سابقاً لبدء الاجتماعات المصغرة غير الرسمية، إلا أن الرباط طلبت إرجاءها إلى حين. ولا يتوقع أكثر المراقبين تفاؤلاً أن تسفر اجتماعات فيينا عن أكثر من إزاحة الحواجز النفسية، طالما أن المواقف ما زالت متباعدة، إذ تصر «بوليساريو» على البحث في اقتراح الحكم الذاتي ضمن خيارات أخرى تشمل الاستقلال عن المغرب أو الانضمام الكامل إليه.