بدأت الظاهرة الكريهة في الظهور كعادة أصحابها في كل موسم حج للتكسب بأي وسيلة على حساب ضيوف الرحمن، فقد بدأ عارضو الملابس المستعملة أو المعروفين ب«تجار المستخدمة» بالانتشار في أماكن تواجد الحجاج حول المنطقة المركزية للحرم المكي، للتباري في بيع أكبر كمية من الملابس التي يتم تخزينها مسبقا وعرضها في موسمي الحج والعمرة. ويستغل هؤلاء الباعة الجشعون، وجميعهم من جنسيات إفريقية وآسيوية وافدة، عدم دراية الحجاج بمصدر بضاعتهم من الملابس المستعملة ومن بينها ملابس الموتى التي يتم الحصول عليها عبر إفريقيات يجبن الحواري ويطرقن الأبواب بحثا عن غنيمة تباع في نهاية المطاف بأبخس الأثمان. وهو ما شجع الحجاج على التهافت على هذه السلعة ظانين أنهم ظفروا بمبتغاهم من الهدايا؛ نظرا لأن الملابس تخضع لعمليات غسل وكي فتبدو كالجديدة. وقد حذر أطباء الأمراض الجلدية من مغبة استخدام هذه النوعية من الملابس؛ كونها تنشر الأمراض الجلدية من خلال البكتيريا والطفيليات التي تعلق بها أثناء عمليات التخزين بطرق بدائية لا تتوافر فيها اشتراطات السلامة، مشيرين إلى أن العديد من الأمراض تنتقل بواسطة ارتداء ملابس الغير. وأضاف الدكتور أحمد سعد يونس أن من بين تلك الأمراض الجلدية القابلة للانتقال من شخص لآخر مرض الاسكيفيز المعروف بالجرب. أما أمانة العاصمة المقدسة وعبر متحدثها سهل مليباري فقد أكدت أن بلدياتها الفرعية تجاهد في محاربة هذه الظاهرة وبمشاركة مع الجهات ذات العلاقة وهناك من تم ضبطهم فيما تباشر الجولات مطاردة من تبقى منهم .