وجهت السفيرة الاميركية لدى لبنان مورا كونيللي وللمرة الاولى انتقاداً مباشراً الى الحكومة اللبنانية التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي، بقولها ان هذه الحكومة «يبدو أنها تعكس بشكل أقل إرادة الشعب وبشكل اكبر إرادة المصالح الخارجية، وهناك خطر بأن يفقد لبنان الكثير من المكاسب التي تحققت بشق الأنفس على مستوى المشاركة الديموقراطية والشفافية». وكانت السفيرة كونيللي تتحدث خلال حفلة وداع اقيمت في دار السفارة ليل اول من امس، لأحد موظفيها مسؤول العلاقات العامة ريان غليها، حضرها عدد من الشخصيات الثقافية والاعلامية. وقالت في كلمتها ان «مسؤولاً فاعلاً للعلاقات العامة يعني ان عليه ان يتطلع الى سبل ووسائل لمساعدة الآخرين على فهم الولاياتالمتحدة في شكل افضل، وكما ان لبنان مكون من افراد من انتماءات ووجهات نظر وتجارب مختلفة، كذلك هي الولاياتالمتحدة، فهل يمكن مسؤول العلاقات العامة ان يجعل العالم يفهم اكثر من 300 مليون اميركي؟ بالطبع لا لكنه يبذل جهده، ومع ريان غليها تمكنت السفارة من الاستفادة من عمل اكثر مسؤولي العلاقات العامة فاعلية، فلم يكتف بنقل صورة الاميركيين الى اللبنانيين فحسب لكن اوصل السياسة الاميركية عبر مفردات من السهل فهمها في لبنان، وأنا لا اقول ان سياساتنا لها شعبيتها دائماً في لبنان، لكن على الاقل وجهات نظرنا واضحة». وتوقفت كونيللي عند «الربيع العربي ولبنان»، قائلة: «لأننا في السفارة نؤمن بأننا نشهد ولادة مستقبل الشرق الاوسط ولدينا جميعاً مصلحة في ذلك المستقبل». وقالت: «لبنان اتخذ خطوة عملاقة عام 2005 حين وضع اللبنانيون نهاية للاحتلال السوري لهذا البلد، الا ان النقص في التغيير والاصلاح في السنوات الفاصلة خيب آمال الكثير من هؤلاء الذين تجمعوا في ساحة الشهداء قبل ست سنوات. الآن، مع الحكومة التي يبدو أنها تعكس بشكل أقل إرادة الشعب وبشكل اكبر إرادة المصالح الخارجية، فإن هناك خطراً بأن لبنان سيفقد الكثير من المكاسب التي تحققت بشق الأنفس على مستوى المشاركة الديموقراطية والشفافية». وأضافت قائلة: «لفترة طويلة جداً، عانى لبنان وجيرانه الإقليميون من مهانة الفساد والحكومات التي لا تستجيب لحاجات مواطنيها. والازدهار المستقبلي من أجل لبنان والمنطقة أصبح مرتبطاً على نحو متزايد بتنفيذ الإصلاحات الرئيسة في العديد من المجالات المختلفة. وأكثر الامكنة وضوحاً للربط هو اليوم في سورية. ان شعوب المنطقة بحاجة الى فتح المزيد من القنوات لإجراء مساءلة لحكوماتهم في شأن التزاماتها للاستجابة لاحتياجاتهم وحاجاتهم المشروعة». وأضافت قائلة: «انها ليست مسألة نماذج للإصلاح، انها مسألة ارادة. أولئك الذين يتمسكون بالوضع الراهن قد يكونون قادرين على كبت التأثير الكامل لمشكلات بلدانهم لبعض الوقت، ولكن ليس إلى الأبد. وإذا لم يقدم القادة رؤية إيجابية ويعطوا الشباب وسائل مجدية للمساهمة، فإن آخرين سيملأون الفراغ. العناصر المتطرفة والجماعات الإرهابية، وغيرهم ممن يفترسهم اليأس والفقر يتحينون الفرص سعياً وراء الولاء ويتنافسون على التأثير. لذلك هذه لحظة حاسمة، وهذا هو اختبار للقيادة بالنسبة الينا جميعاً». واختتمت قائلة: «وكما قال الرئيس (باراك) أوباما، الولاياتالمتحدة مستعدة لدعم أولئك الذين يسارعون الى حل المشاكل التي تواجهكم وتواجهنا. ونحن نعلم أن ما يحدث في هذه المنطقة ستكون له انعكاسات تتجاوزها بكثير». وزارت كونيللي امس، رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري وجرى عرض «التطورات الراهنة» في حضور المستشار الإعلامي لبري علي حمدان. وأشار المكتب الإعلامي لبري ان البحث «تطرق الى ملف النفط والغاز».