نيودلهي - رويترز - قال وزيرا خارجية الهند وباكستان امس، إن لديهما مسؤولية إصلاح العلاقات بين البلدين للحد من التوترات في المنطقة وإنها أصبحت أكثر إلحاحاً مع اقتراب موعد خفض حجم القوات الأميركية في أفغانستان المجاورة. وما زالت توقعات تحقيق انفراجة في محادثات السلام محدودة، لكن مجرد إجراء محادثات بين البلدين مؤشر الى أن كلا الجانبين لا يريدان العودة مرة أخرى الى الصراع. وبدأ وزير الخارجية الهندي اس.ام كريشنا ونظيرته الباكستانية حنا رباني كهر محادثات في نيودلهي مع التركيز على إجراءات لبناء الثقة. وقال كريشنا بعد اللقاء إن العلاقات مع باكستان تسير في مسارها الصحيح. وأضاف أن البلدين اتفقا على التخفيف من بعض قيود التجارة والسفر. لكن لم يكن متوقعاً أن يحرزا تقدماً يذكر في قضية كشمير ذاتها أو في ما يتعلق بمحاربة التشدد. وقالت كهر وهي أول وأصغر وزيرة للخارجية في باكستان: «نأتي هنا بموقف إيجابي، نشعر أن العلاقة بين البلدين يجب ألا تكون مرهونة بالماضي الذي واجههما». كما كثفت الولاياتالمتحدة جهود التقريب بين البلدين. وزارت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نيودلهي في الأسبوع الماضي وحضت الجانبين على العمل على تحسين العلاقات وتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة. واستأنفت الهند وباكستان في شباط (فبراير) الماضي، عملية السلام الرسمية التي توقفت بعد تفجيرات مومباي عام 2008 على أيدي متشددين في باكستان والتي أسفرت عن سقوط 166 قتيلاً. وكما كان الحال في جهود سلام سابقة، فإن التقدم بطيء ويتعرض للاهتزاز في مواجهة أي محاولة من متشددين مقيمين في باكستان يحاربون من اجل كشمير لمحاولة إثارة حرب من خلال تنفيذ هجوم آخر على غرار تفجيرات مومباي. لكن الجانبين احتفظا بهدوئهما بعد تفجير ثلاثي في مومباي هذا الشهر أسفر عن سقوط 24 قتيلاً وإصابة اكثر من 130. ولم تحدد الشرطة بعد المشتبه بهم، لكن محللين أمنيين يعتقدون أن جماعة «مجاهدين» المحلية في الهند هي التي تقف وراء الهجوم. ويمثل السلام بامتداد الحدود بين الهند وباكستان أمراً حيوياً للولايات المتحدة لخفض القوات وتحقيق الاستقرار في أفغانستان من دون إشعال حرب بالإنابة بين الهند وباكستان في هذا البلد. وهناك إحساس بحسن النيات، لكن من السابق لأوانه القول ان هذا الشعور سيستمر في ظل الريبة المتبادلة والقضايا المحلية التي كثيراً ما أوقفت أي تقدم.