فاجأتنا الصحف قبل أسابيع بخبر عن الطفلة التي عذّبتها والدتها وبعلم والدها، لأنها كانت تريد إخراج السحر منها وتوفيت الفتاة الرضيعة بين يدي والدتها متأثرةً بجراحها. واليوم تُفاجئنا الصحف أيضاً بخبر عن الوالدين اللذين قُبض عليهما، وهما ينظران إلى طفلهما المدفون كامل جسمه في الرمال بينما رأسه خارجها «ولله الحمد» وبسؤالهما عما يفعلانه بالطفل أفادا بأنه دائم البكاء والصراخ ولذلك تفتق ذهناهما بهذا الأسلوب المبتكر الحديث الذي لا يُستخدم إلا في الأردن وسيناء والعين السخنة التي تعتبر التربة هناك تربة صالحة للقضاء على بعض الأمراض الجلدية وبإشراف متخصصين ومدربين. أخشى أن ينتشر أسلوب الطمر في الأماكن التي ينتشر بها صراخ الأطفال ويصبح أسلوب حديث لإسكات الأطفال. كنت أتمنى أن يكمل الصحافي مهمته الصحافية فيذكر عمر الطفل والحال التي كان عليها «أثناء طمره» وأن يكتب ماذا حدث أيضاً في قسم الشرطة، إذ إن فضولي يقتلني لأعرف ما الإجراءات المتبعة وكيف سنتصرف نحن المجتمع في حالٍ كهذه؟ كما ذكرت صحيفة «عكاظ» نفسها في خبر كتبه الصحافي محمد العنزي عن طالبة تمت «السخرية منها» على مسرح جمعية خيرية أرادت تكريم بعض الطالبات المميزات وأرسلت إلى الأم دعوة لحضور حفلة تكريم ابنتها، وعندما لبّت الأم الدعوة فوجئت بعدم وجود اسم ابنتها ضمن المكرمات واندهشت عندما شاهدت إحدى مسؤولات الجمعية تأخذ بيد الطالبة لتصعد بها على المسرح وتقول للحاضرات: «اسمعوا يا حريم، هذه البنت ليست متفوقة، وأحضرتها والدتها لتكريمها والتي تحضر ابنتها غير المتفوقة سأفعل بها كهذه البنت» لتعج القاعة بضحك من الحاضرات، إذ لم تستهجن إحداهن الأسلوب غير الإنساني وغير التربوي والذي يمثل فجاجة الفكر وضحالة الأخلاق وانعدام الرؤيا. ما الفائدة التي عادت على هذه المسؤولة والتي تعمل في جمعية خيرية من تصرف كهذا؟ وكيف وافقت الحاضرات على ذلك؟ ولماذا ضجت القاعة بالضحك على مشاعر فتاه صغيرة صدقت فعلاً أنها ستكرم؟ الجميل أن المسؤول في الجمعية المشار إليها وعد بالتحقيق في ما حدث ووعد بمعاقبة من تثبت إدانتها، ولا أدري هل سيحاسبها على الفعل غير «الأخلاقي» أم على نكث العهد، أم سيعمل على وضع تعريف جديد للتكريم الكاذب، الذي جعل الطالبة تختبئ في المنزل ولا تذهب لمدرستها خوفاً من سخرية زميلاتها واستهزائهن بها؟ بالمناسبة، سمعت أن ديوان المظالم أعاد لطالب 4 علامات خُصمت منه من دون سبب. هذه الطالبة بماذا ستعوض؟ لو كنتُ مسؤولةً لأجبرت الموظفة نفسها بتحمل تكاليف حفلة «إلحاقية» وأن تصعد على خشبة المسرح ذاتها وتعتذر علناً للطالبة. الأهم عندي أن تُمسك الموظفة «خفيفة الظل» بلوحة كبيرة مكتوب عليها «البر حسن الخلق». أسلوب «الطمر» فاجأتنا الصحف قبل أسابيع بخبر عن الطفلة التي عذّبتها والدتها وبعلم والدها، لأنها كانت تريد إخراج السحر منها وتوفيت الفتاة الرضيعة بين يدي والدتها متأثرةً بجراحها. واليوم تُفاجئنا الصحف أيضاً بخبر عن الوالدين اللذين قُبض عليهما، وهما ينظران إلى طفلهما المدفون كامل جسمه في الرمال بينما رأسه خارجها «ولله الحمد» وبسؤالهما عما يفعلانه بالطفل أفادا بأنه دائم البكاء والصراخ ولذلك تفتق ذهناهما بهذا الأسلوب المبتكر الحديث الذي لا يُستخدم إلا في الأردن وسيناء والعين السخنة التي تعتبر التربة هناك تربة صالحة للقضاء على بعض الأمراض الجلدية وبإشراف متخصصين ومدربين. أخشى أن ينتشر أسلوب الطمر في الأماكن التي ينتشر بها صراخ الأطفال ويصبح أسلوب حديث لإسكات الأطفال. كنت أتمنى أن يكمل الصحافي مهمته الصحافية فيذكر عمر الطفل والحال التي كان عليها «أثناء طمره» وأن يكتب ماذا حدث أيضاً في قسم الشرطة، إذ إن فضولي يقتلني لأعرف ما الإجراءات المتبعة وكيف سنتصرف نحن المجتمع في حالٍ كهذه؟ كما ذكرت صحيفة «عكاظ» نفسها في خبر كتبه الصحافي محمد العنزي عن طالبة تمت «السخرية منها» على مسرح جمعية خيرية أرادت تكريم بعض الطالبات المميزات وأرسلت إلى الأم دعوة لحضور حفلة تكريم ابنتها، وعندما لبّت الأم الدعوة فوجئت بعدم وجود اسم ابنتها ضمن المكرمات واندهشت عندما شاهدت إحدى مسؤولات الجمعية تأخذ بيد الطالبة لتصعد بها على المسرح وتقول للحاضرات: «اسمعوا يا حريم، هذه البنت ليست متفوقة، وأحضرتها والدتها لتكريمها والتي تحضر ابنتها غير المتفوقة سأفعل بها كهذه البنت» لتعج القاعة بضحك من الحاضرات، إذ لم تستهجن إحداهن الأسلوب غير الإنساني وغير التربوي والذي يمثل فجاجة الفكر وضحالة الأخلاق وانعدام الرؤيا. ما الفائدة التي عادت على هذه المسؤولة والتي تعمل في جمعية خيرية من تصرف كهذا؟ وكيف وافقت الحاضرات على ذلك؟ ولماذا ضجت القاعة بالضحك على مشاعر فتاه صغيرة صدقت فعلاً أنها ستكرم؟ الجميل أن المسؤول في الجمعية المشار إليها وعد بالتحقيق في ما حدث ووعد بمعاقبة من تثبت إدانتها، ولا أدري هل سيحاسبها على الفعل غير «الأخلاقي» أم على نكث العهد، أم سيعمل على وضع تعريف جديد للتكريم الكاذب، الذي جعل الطالبة تختبئ في المنزل ولا تذهب لمدرستها خوفاً من سخرية زميلاتها واستهزائهن بها؟ بالمناسبة، سمعت أن ديوان المظالم أعاد لطالب 4 علامات خُصمت منه من دون سبب. هذه الطالبة بماذا ستعوض؟ لو كنتُ مسؤولةً لأجبرت الموظفة نفسها بتحمل تكاليف حفلة «إلحاقية» وأن تصعد على خشبة المسرح ذاتها وتعتذر علناً للطالبة. الأهم عندي أن تُمسك الموظفة «خفيفة الظل» بلوحة كبيرة مكتوب عليها «البر حسن الخلق». [email protected]