شُيّع في طهران أمس، داريوش رضائي نجاد الذي اغتيل في العاصمة السبت، وسط معلومات متضاربة في شأن هويته ومنصبه، إذ نفت السلطات أن يكون عالِماً نووياً منخرطاً في البرنامج الذري، مؤكدة أنه مجرد طالب جامعي، لكنها احتفظت بحق الردّ على مقتله. وأفادت وكالة «مهر» بأن رضائي نجاد شُيّع من أمام جامعة خواجه نصير الدين الصناعية، مشيرة الى مشاركة «حشد غفير من أهالي طهران وطلاب الجامعة وعدد من أركان الدولة والحكومة». وتضاربت المعلومات في شأن رضائي نجاد، ومدى انخراطه في البرنامج الذري، إذ أفاد الموقع الإلكتروني لقناة «العالم» بأنه «أحد النخب العلمية، لكنه لم يكن عالِماً نووياً، بل كان باحثاً متعاوناً مع بعض المؤسسات العلمية والجامعات الإيرانية، ومنها مراکز بحوث في وزارة الدفاع الإيرانية». وأشار الى ان رضائي نجاد حاصل على ماجستير في الكهرباء من جامعة خواجه نصير الدين الطوسي الصناعية في طهران، مشدداً على أن الصورة والمعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام عنه السبت، کانت لداريوش رضائي الذي يحمل دکتوراه في الفيزياء النووية، ويعمل في جامعة المحقق الأردبيلي، «وهو حيّ يرزق». أما شبكة «برس تي في» فعزت الخلط بين الرجلين، الى تشابه اسميهما، خصوصاً أن داريوش رضائي اعتُبر «نابغة» في المجال النووي، وهو متخصص في المفاعلات الذرية. وقال مجيد قاسمي، رئيس جامعة خواجه نصير الدين طوسي، ان رضائي نجاد (35 عاما) كان «طالب ماجستير في الجامعة في فرع الكهرباء»، لكنه اعتبر أن «اغتياله يظهر قلق الأعداء من الانجازات العلمية للشعب الإيراني». وإذ أفادت وكالة «فارس» القريبة من «الحرس الثوري» بأن رضائي نجاد يتعاون مع وزارة الدفاع، أكد محمد مهدي نجاد نوري نائب وزير العلوم ان الضحية «لم يكن عضواً في وزارة الدفاع»، لكنه وصفه بأنه «باحث مثابر ومن النخب العلمية»، ملمحاً إلى انه عمل على مشاريع للوزارة لُزِّمت لجامعة نصير الدين الطوسي. كما شدد صفر علي باراتلو، نائب وزير الداخلية، على أن رضائي نجاد لم يكن عالِماً نووياً. وأفاد موقع «أيندة» بأن رضائي نجاد قدم بحوثاً في الطاقة الكهربائية المرتبطة بالمواد المتفجرة، والمولدات الكهربائية ذات القدرات العالية. وعلى رغم تأكيد أن لا صلة له بالبرنامج النووي الايراني، أبرزت ردود فعل المسؤولين الايرانيين، مكانة رضائي نجاد، إذ اعتبرت النائب زهرة إلهيان أنه كان «من صفوة علماء الفيزياء الإيرانيين، وقتله أعداء الوطن»، فيما رأى محافظ طهران مرتضى تمدن أن اغتياله يندرج في سياق «مشروع أميركي - إسرائيلي ضد النخب العلمية». وأكد خلال تشييعه، أن إيران «تحتفظ بحق الرد». ووقّع مئتا نائب إيراني نصاً يدين «الأعمال الجبانة لأميركا والصهاينة، ضد إيران»، فيما اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني أن «هذا العمل الإرهابي الأميركي -الصهيوني ضد أحد صفوة العلماء في البلاد، مؤشر جديد على مستوى عداء الولاياتالمتحدة»لإيران، داعياً «الأميركيين الى التفكير ملياً في عواقب هذه الأفعال». في غضون ذلك، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعا نظيره الايراني علي أكبر صالحي لزيارة موسكو ومناقشة اقتراح روسيا تسوية الملف النووي الإيراني من خلال سياسة «الخطوة خطوة». الى ذلك، اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي أن «توسيع دائرة نشاط ووجود القوة البحرية في المياه الحرة، وتوفير البنى التحتية لهذا الوجود، يوفر قاعدة لتحويلها قوة استراتيجية حقيقية». وقال ان وجود البحرية الايرانية «في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر وقناة السويس، أربك العدو وأرهبه، لأنه يلهم الشعوب ويمنحها أملاً».