أقر الموفد الدولي إلى نزاع الصحراء الديبلوماسي كريستوفر روس باستمرار الخلافات بين المغرب وجبهة «بوليساريو» حول مرجعية المفاوضات. وقال روس في ختام الجولة الثامنة من الحوار الذي أدير بسرية كاملة في ضواحي نيويورك «إن كل طرف استمر في رفض مقترح الطرف الآخر كأساس وحيد للمفاوضات المقبلة مع تأكيد إرادتهما للعمل سوياً من أجل إيجاد حل سلمي طبقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي». وأعلن أن الجولة التاسعة من المفاوضات غير الرسمية ستحصل بعد دورة الخريف للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر)، في إشارة إلى إمكان ممارسة الأممالمتحدة بعض الضغوط الديبلوماسية لتحقيق انفراج يساعد في إحراز بعض التقدم قبل الجولة الجديدة. وقال روس إن «الطرفين واصلا نقاشاتهما حول الأفكار الجديدة المعلن عنها من طرف الأمين العام في الفقرة 120 من تقريره الأخير إلى مجلس الأمن والتي صدق عليها هذا الأخير». وأشار إلى أن الطرفين تطرقا بهذه المناسبة إلى سبل إشراك أعضاء يحظون بالاحترام من مجموعة واسعة تمثل سكان الصحراء في مواكبة مسلسل المفاوضات الجارية بينهما، موضحاً أنهما شرعا في نقاش أولي سيتم تعميقه خلال الشهور المقبلة، حول مواضيع مختلفة كالتربية والبيئة والصحة. وأضاف أن الجانبين شرعا بالخصوص في مناقشة أولية حول موضوع الموارد الطبيعية في إطار الأفكار التي طرحتها الأممالمتحدة. ورأت مصادر ديبلوماسية أن توسيع قاعدة المفاوضات يرمي إلى إشراك شخصيات متحدرة من أصول صحراوية في هذا المسار. وفيما لفتت إلى أن المغرب أشرك أعضاء في المجلس الاستشاري لشؤون الصحراء في جولات المفاوضات، لمحت المصادر ذاتها إلى صدور دعوات من منشقين عن جبهة «بوليساريو» تمنّوا على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إشراكهم في المفاوضات. إلى ذلك، صرّح وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بأن من الضروري «إعطاء الفرصة للمقاربة المبتكرة» للأمم المتحدة من أجل تسوية قضية الصحراء. وأضاف أن المغرب «يعمل وفق هذه الجهود الموازية لأنها قد تحمل إضاءة جديدة وتدفع بالملف قدماً، خصوصاً لجهة مساهمة ممثلين يحظون بالاحترام والشرعية من قبل السكان» في المفاوضات. غير أن المسؤول المغربي شدد على أن بلاده «تحتفظ بحقها في القيام بالتقييم الضروري عقب اللقاءات المقبلة - سواء كانت موضوعاتية أو تعلقت بالمسألة الخاصة بممثلي السكان». وأضاف: «عند ذلك، سنرى متى يمكن عقد الجولة المقبلة من المفاوضات غير الرسمية، وسنصدر حكماً نهائياً حول حصيلة هذا المسلسل برمته، بما في ذلك المسلسل الذي بوشر تحت إشراف المبعوث الشخصي السابق للأمين للأمم المتحدة بيتر فان فالسوم». ولفت الفاسي الفهري لما خلص إليه فان فالسوم في أعقاب الجولات الأربع من المفاوضات الرسمية وهو أن «الاستقلال غير قابل للتطبيق وغير واقعي». وعبّر الفاسي عن أسفه لكون «الجزائر و(بوليساريو) لا يقدمان الانطباع بأن لهما رغبة حقيقية في إيجاد حل سريع يتماشى مع الشرعية الدولية لهذا النزاع الذي كانوا هم السبب في خلقه». لكنه أكد أن عملية التطبيع الجارية بين المغرب والجزائر من شأنها أن تساهم في حل قضية الصحراء». يشار أن الوفد المغربي إلى مفاوضات مانهاست ضم وزير الخارجية الفهري ورئيس قسم الدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري وماء العينين خلي هنا ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. على صعيد آخر، أفاد بيان لوزارة الداخلية المغربية أن أحد أفراد قوات الأمن قُتل في مواجهات مسلحة مع متسللين جزائريين عبروا الشريط الحدودي في بلدة أولاد عامر بني بوحمدون في محافظة جرادة (الحدودية مع الجزائر). وجاء في تفاصيل الحادث أن المتسللين طرقوا باب بيت مواطن في بلدة أولاد عامر بني بوحمدون وقدموا أنفسهم على أساس أنهم «مجاهدون» في إشارة إلى انتسابهم إلى تنظيم إسلامي مسلح. وتدخلت قوات مغربية ترابط على الشريط الحدودي لإيقاف المتسللين، غير أنهم فروا بعد مواجهات بالسلاح نتج منها مقتل أحد أفراد القوة المغربية.