فيينا، لندن – أ ب – أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن تقويماً استخباراتياً لدولة غربية يعتبر أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ينوي التقدّم علناً في اتجاه إنتاج سلاح نووي، فيما يخشى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي رد الفعل الدولي على أي خطوة مشابهة. وأشارت الوكالة إلى أن هذا التقويم الذي أجرته دولة «تملك تقليدياً معلومات استخباراتية يمكن الاعتماد عليها من المنطقة»، لا يمكن تأكيده، ويتناقض مع تقويمات لدول أخرى، ترى في نجاد شخصية معتدلة نسبياً في الملف النووي، مقارنة بخامنئي. ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي إشارته إلى تقويم اطلع عليه، يعتبر أن نجاد قد يكون «أكثر اعتدالاً» واستعداداً للتفاوض مع المجتمع الدولي لتسوية الملف النووي، من المرشد. لكن الوكالة أشارت إلى تصريح لنجاد الشهر الماضي، كرره الخميس، يؤكد فيه أن بلاده لا تنوي صنع أسلحة نووية، لكنه أضاف: «إذا أردنا إنتاج قنبلة (ذرية)، لن نخشى أحداً». واعتبرت أن هذا التصريح يتلاءم مع السيناريو الذي حدده التقويم الاستخباراتي الذي اطلعت عليه، ويفيد بأن نجاد يدفع في اتجاه «التحرّر من القيود التي فرضتها إيران على نفسها، والدفع علناً في اتجاه صنع قنبلة نووية». لكن خامنئي «يريد تحقيق تقدم مستخدماً قنوات سرية، بسبب قلقه من ردّ عنيف للغرب» كما أفاد التقويم. وذكرّت «أسوشييتد برس» بالنزاع بين نجاد وخامنئي في الشهور الأخيرة، بعد رفض المرشد إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي، وحملة معسكر خامئني على «تيار الانحراف» الذي يُتهم بتزعمه اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب الرئيس الإيراني. وأشارت الوكالة إلى أن التقارير عن خلاف الرجلين في شأن الملف النووي، سابقة على ذاك النزاع، لكنها تنقل عن ديبلوماسيين من دول أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، توقعهم زيادة التوتر في شأن الملف النووي. ونسبت الوكالة إلى ديفيد أولبرايت، وهو خبير في حظر الانتشار النووي، يعمل في «معهد العلوم والأمن الدولي» الذي يتخذ الولاياتالمتحدة مقراً، قوله إن إيجازات من مسؤولين أوروبيين اطلعوا على آخر تقويم استخباراتي أميركي في شأن إيران، يبدو أنها تساند التقويم الذي اطلعت عليه «أسوشييتد برس». وأضاف أولبرايت: «ثمة حذر كبير لدى النظام، في شأن عواقب صنع أسلحة نووية». وأشار إلى أن الأكثر حذراً هو خامنئي، لا نجاد. وأضاف أن القيادة الإيرانية «تخشى إطلاق سباق تسلّح نووي، وردّ الفعل الدولي». ولفتت الوكالة إلى أن ثمة رأياً يفيد باحتمال سعي إيران إلى امتلاك القدرة على صنع سلاح ذري، إذا شعرت بتهديد. وأضافت أن التقويم الاستخباراتي يرى في «الحرس الثوري» مستفيداً من النزاع بين نجاد والمرشد، مشيراً إلى أن الأخير «قرر نقل الانخراط مع الأجزاء الأكثر حساسية في البرنامج النووي، بما في ذلك النشاط الذي يمكن استخدامه لصنع أسلحة نووية، من علماء في وزارة الدفاع، مقرّبين من نجاد، إلى وحدة خاصة في الحرس الثوري». وعزا ذلك إلى «النقص المتزايد في الثقة الذي يبديه المرشد إزاء أفراد يحتلون مناصب حساسة، ومقرّبون من نجاد». ويعتبر التقويم أن قرار نقل التحكّم بالبرنامج النووي إلى «الحرس الثوري»، يقوّي سعي الأخير إلى «تعزيز مكانته بوصفه قوة رائدة في النظام». تزامن هذا التقويم مع تقرير أصدره «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» الذي يتخذ لندن مقراً، ويفيد بأن إيران وكوريا الشمالية تعملان معاً في برامج لبناء صاروخ بعيد المدى قادر على حمل رأس نووي. وأوردت صحيفة «ذي ديلي تلغراف» أن التقرير يفيد بأن «برامج الأسلحة لكوريا الشمالية تستفيد الآن من التكنولوجيا الإيرانية، فيما تزوّد بيونغيانغ برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم بتكنولوجيا تتيح زيادة إنتاجها من اليورانيوم». وأضاف أن طهران «تمكنت من تطوير نماذج أكثر تقدماً من صواريخ نو دونغ البعيدة المدى».