واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - رفضت لجنة في الكونغرس الأميركي قطع المساعدات عن باكستان، حيث قتلت وحدة كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في الثاني من أيار (مايو) الماضي. لكن برلمانيين وضباطاً دعوا إلى تعزيز الضغوط على هذا البلد بسبب علاقاته مع ناشطين إسلاميين. وصوت 39 نائباً ضد اقتراح قدمته النائبة الجمهورية دانا روراباشر لتعديل قانون يتعلق بالنفقات كان سيمنع تقديم مساعدة لباكستان، حيث قتلت وحدة كوماندوس أميركية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قرب كلية عسكرية كبيرة. واعتبرت روراباشر في مسودة التعديل أن تقديم مساعدة لباكستان «ضرب من الجنون» في وقت تحاول الولاياتالمتحدة تجنب التخلف عن تسديد ديونها، وكتبت: «حان الوقت للكف عن مساعدة الذين يعارضوننا فعلياً. أثبتت باكستان أنها ليست حليفة لأميركا». وسيفرض القانون بشكله الحالي مراقبة صارمة على المساعدات، ويربط تقديم مساعدات مدنية بتحقيق تقدم واضح في باكستان، علماً أن إدارة الرئيس باراك اوباما علقت أخيراً ثلث مساعدات الدفاع السنوية لباكستان البالغة 2,7 بليون دولار. لكنها طمأنت إسلام آباد إلى أنها ملتزمة بصفقة المساعدات المدنية الخمسية البالغة 7,5 بليون دولار أقرت عام 2009، وتهدف إلى بناء مدارس وتعزيز البنى التحتية والمؤسسات الديموقراطية. ويطرح المسؤولون الأميركيون دائماً تساؤلات عن علاقة الاستخبارات الباكستانية بالمتطرفين، وبينهم «شبكة حقاني» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في أفغانستان، وتنظيم «عسكر طيبة» المعادي للهند التي تتهمه بالوقوف وراء هجمات مومباي نهاية عام 2008. ووصف الأميرال جيمس وينيفيلد الذي عين نائباً لرئيس هيئة الأركان الأميركية، باكستان بأنها «حليف صعب جداً جداً»، وأبلغ مجلس الشيوخ خلال جلسة قبول تعيينه: «لا نتقاسم دائماً وجهة النظر نفسها أو الآراء أو المصالح القومية». وزاد: «من المؤسف أن باكستان قررت قبل سنوات سلوك طريق خطير جداً مستخدمة مجموعات لتحقيق رغباتها في حماية ما تعتبره مصالحها القومية. يجب أن نواصل الضغط على باكستان باستخدام كل العناصر المتوافرة في مواجهة بلد يعتبر صديقاً لنا كي يدرك أن شبكة حقاني تشكل خطراً عليه ويتخذ القرار الذي طلبناه منه». أما الأميرال مايك مولن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية، فكرر خلال الجلسة أن الجيش الباكستاني أو جهاز الاستخبارات قتل على ما يبدو الصحافي سليم شهزاد الذي تحدث عن اختراق ناشطين للجيش. في المقابل، اتهمت باكستانواشنطن بشن «حملة تشهير» ضدها اثر توقيف أميركي من اصل باكستاني يدعى غلام نابي فاي بتهمة محاولة التأثير على سياسة الولاياتالمتحدة حيال إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند. وكانت وزارة العدل الأميركية أعلنت الثلثاء الماضي أن فاي وباكستانياً أميركياً آخر يقيم في باكستان ويدعى زهير احمد ملاحقان بتهمة التآمر، وقد يدانان بالسجن خمس سنوات. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن «الدكتور فاي مواطن أميركي»، مضيفاً: «بدأنا اليوم إجراءات لدى سفارة الولاياتالمتحدة في إسلام آباد للتعبير عن قلقنا من حملة التشهير ضد باكستان». وأكدت أن «فرض احترام الحقوق الأساسية للكشميريين مسؤولية المجتمع الدولي، وكل أصحاب الضمير الذين يقدرون حقوق الإنسان والقيم الإنسانية»، معتبرة أن حملات التشهير بعدالة قضية الشعب في كشمير لن تؤثر على شرعيتها. ودان الانفصاليون في كشمير توقيف فاي، معتبرين انه «يهدف إلى كمّ أفواه أولئك الذين يدعون إلى تحرير كشمير من الهند». وقال الزعيم الانفصالي المتشدد في كشمير، علي جيلاني، إن «هذه الخطوة جرت تحت ضغط الهند، وفي إطار مؤامرة لإضعاف الحركة الكشميرية على الصعيد الديبلوماسي». لكن قائد شرطة كشمير، كولديب خودا، اعلن أن فاي يثير شبهات منذ فترة طويلة، وبينها نقل أموال لنشاطات معادية للهند، خصوصاً في جامو وكشمير». ميدانياً، قتل 6 مسلحين في اشتباكات مع القوات الباكستانية في منطقة اوراكزاي القبلية (شمال غرب)، فيما قضى 9 أشخاص باشتباكات بين مجموعتين مسلحتين في منطقتي مالير وخوخرابار بكراتشي (جنوب)، ما استدعى إرسال تعزيزات للسيطرة على الوضع. مشرف وخلال زيارة للولايات المتحدة، دافع الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف عن الجيش والاستخبارات، ونفى دعم باكستان لبن لادن الذي يعتقد بأنه انتقل للإقامة في بلدة أبوت آباد التي قتل فيها حين كان مشرف في السلطة. وصرح مشرف في معهد «وودرو ويلسن» الدولي في واشنطن: «أتق بأن لا تواطؤ، وليس ممكناً أن الجيش والاستخبارات اخفيا الأمر عني لأنني من الجيش وهم شعبي. وتستطيعون تصديق الأمر أو عدم تصديقه». لكنه أقر بوجود «إهمال على أعلى مستوى». وتناول مشرف العلاقات المتوترة بين واشنطن وإسلام آباد بعد تصفية بن لادن، وقال «تبادل اللوم والتصلب والعجرفة وعدم الحساسية تجاه المصالح الوطنية لكلّ دولة غير منتج بكل تأكيد». وأضاف: على رغم أنني لا استطيع استبعاد عدم وجود عنصر لا يتعاطف مع طالبان في الاستخبارات الباكستانية، لكنني أؤمن أن الاتجاه العام للجيش والاستخبارات إيجابي جداً». يذكر أن مشرف وصل إلى الحكم بانقلاب ابيض نفذ عام 1999، واستمر رئيساً لباكستان حتى عام 2008، ويقيم حالياً في لندن ويعتزم العودة إلى بلاده ليخوض انتخابات عام 2013.