هناك تحديان نواجههما في الصيف: الأول زيادة الوزن. والثاني الكسل. زيادة الوزن ترجع في الدرجة الأولى إلى ميلنا لتناول المشهيات، والحلويات، والمكسرات، والمسليات، والمثلجات، والمشروبات المرطبة، الغازية منها والسكرية، وكذلك الإفراط في استهلاك الوجبات الخفيفة والطعام غير الصحي، وإهمال اتباع العادات الغذائية الحسنة، الأمر الذي يزيد من عدد السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم في شكل يفوق عدد السعرات التي نصرفها، فتكون المحصلة فيضاً من الشحم الذي يعشعش في تخوم الجسم خصوصاً في محيط الكرش. أما الكسل فيحصل في الدرجة الأولى نتيجة ارتفاع الحرارة، وحدوث سلسلة من التأثيرات الفيزيولوجية والعصبية والنفسية التي تؤثر في نشاط الجسم وحيويته، وقد تدفع هذه التغيرات إلى الشعور بالضيق والضجر وما تتركه من آثار سلبية على نفسية الإنسان. أمر عادي أن نشعر بالكسل من وقت الى آخر، ولكن ما هو غير عادي أن نشعر به على الدوام. وكي نحافظ على الوزن المثالي في فصل الصيف، يجب التقيد بالتعليمات الآتية: تناول ثلاث وجبات رئيسة معتدلة ومتوازنة لا تحتوي على الكثير من السعرات، وتتضمن اللحوم، والخضروات، والفواكه، والألبان، والنشويات، والدهنيات، وطبعاً مع ترجيح كفة اللحوم البيضاء، والأسماك كونها تقي من الأمراض القلبية الوعائية، ويجب أن تكون الأسماك موجودة على المائدة على الأقل مرتين أسبوعياً. وفي حال الشعور بالجوع بين الوجبات يمكن تناول حبة فواكه. يجب الحذر كل الحذر من أمرين: أولهما، الاعتماد على غذاء اللون الواحد أو الوجبة اليتيمة على مدار اليوم، فهذا السلوك يخلق ظروفاً ليست في مصلحة الجسم. أما الأمر الثاني فهو عدم الامتناع عن تناول السكر نهائياً، لأنه ضروري جداً لعمل خلايا المخ، ويمكن نقصانه أن يؤثر في نشاط الجسم وحيويته. عدم المبالغة في استهلاك الفواكه الصيفية الغنية بالسعرات الحرارية ، مثل التين، والمانغا، والبلح، والكمثرى، والفواكه المجففة، لأنها تحتوي على كميات عالية من السكر أسوة بغيرها مثل الشمام، والبطيخ الأحمر، والخوخ، والغوافة، والغريب فروت، والفراولة، والدراق، والمشمش، والتفاح، والأناناس، التي تحتوي على كميات أقل من السكر. محاولة تناول السلطة أو شرب الماء قبل الوجبة، من أجل كبح جماح الشهية، وبالتالي الحد من تناول المزيد من الطعام. مضغ الطعام ببطء من أجل إفساح المجال لوصول الإشارات إلى مركز الشبع في المخ، والتوقف عن الأكل عند ظهور أول بادرة للشبع. تحاشي استعمال الصلصات الدسمة، لأنها غنية بالسعرات الحرارية. الحد كثيراً من تناول المثلجات، والحلويات، والأطعمة الدسمة، والمكسرات، والمخللات، والمشروبات الغازية والسكرية. طهو الطعام باستعمال الحد الأدنى من المواد الدسمة. الابتعاد قدر المستطاع عن المآكل الجاهزة التي تحتوي على دهون خفية وتعطي غالباً سعرات حرارية عالية للغاية. ممارسة الرياضة البدنية باستمرار من أجل تصريف الطاقة، وللحيلولة دون غلبة الكتلة الدهنية على حساب الكتلة العضلية. يلجأ كثيرون إلى التوقف عن ممارسة الرياضة في العطلة الصيفية، وهذا ما يشجع على تحول الكتلة العضلية إلى شحوم مكتنزة. ومن أجل وضع حد لكسل الصيف لا بد من استبعاد المسببات المرضية أولاً، وفي حال نفي هذه الأخيرة يوصى بتطبيق النصائح الآتية: 1- التغذية الجيدة والسليمة، فالغذاء يلعب دوراً محورياً في بقاء الجسم في حالة نشطة بعيداً عن الخمول وهو يزود الجسم بالطاقة التي يحتاجها والتي تؤمن له مستلزماته من العناصر الغذائية الضرورية لكل خلية من خلاياه. يجب عدم إغفال وجبة الفطور بأي حال من الأحوال، لأنها تقدم السعرات الحرارية التي يحتاجها العقل والجسم. وقد أفادت البحوث أن الذين يهملون تناول وجبة الفطور يكونون أكثر تعرضاً للكسل من الآخرين المواظبين عليها. وحبذا لو احتوت الوجبة على 30 إلى 40 في المئة منها على الكربوهيدرات إلى جانب كمية كبيرة من الفواكه والخضروات. وينصح بقوة بالابتعاد قدر المستطاع عن السكر الاصطناعي ومشروبات الصودا التي تعبّد الطريق أمام الإصابة بالخمول. ومن بين الأغذية التي تشحذ الهمة بالطاقة والحيوية: الشوكولاتة السوداء، الحبوب الكاملة، السمسم، الموز، السردين. 2- عدم التهام كميات كبيرة من الطعام، لأنها تتسبب في تدفق كمية كبيرة من الدم إلى الجهاز الهضمي من أجل إنجاز العمليات الاستقلابية الضرورية لطحن الطعام واستخلاص المكونات الأساسية منه ومن ثم طرح المخلفات. 3- النوم لمدة كافية، فالنوم عملية طبيعية تساعد في استعادة الحيوية. والأهم من المدة هو أن يكون النوم عميقاً، فالمعروف أن الشخص يمرّ خلال نومه بمراحل عدة، بينها مرحلتان يكون فيهما النوم خفيفاً، وتحصلان في بداية النوم، ومرحلتان يكون فيهما النوم عميقاً، والأخيرتان مهمتان لاستعادة النشاط، وأي خلل يطرأ على هاتين المرحلتين ينتج عنه النوم غير المريح وما يتأتى عنه من تعب وكسل يلازمان صاحبهما طوال النهار. إن عدد ساعات النوم تختلف من شخص إلى آخر، وقد يظن البعض أن النوم لساعات أطول يحقق صحة أفضل، وفي الواقع أن هذا الاعتقاد خاطئ. ويجب التعود على الذهاب إلى فراش النوم في أوقات محددة في قلب الأسبوع وفي نهايته، كما يجب الاستيقاظ في مواعيد منتظمة خلال أيام الأسبوع. وإذا شعرت بعدم القدرة على النوم، فغادر الفراش إلى مكان آخر على ألا تعود إليه إلا بعد شعورك بالنعاس، فالنوم لا يأتي بالإكراه أبداً، لأن إجبار النفس على النوم يضر أكثر مما ينفع. وفي حال تعذر الدخول في عالم النوم حبذا لو تم اللجوء إلى بعض الوسائط التي تسهل الدخول في سلطانه، ومن أهمها شرب كوب من الحليب المحلى بالعسل، أو تناول بعض المنومات العشبية، أو سماع بعض الموسيقى الهادئة وغيرها. وطبعاً لا يغيب عن البال ضرورة تناول وجبات خفيفة، وتفادي أخذ المشروبات المنبهة الحاوية مادة الكافيين قبل الذهاب إلى النوم. 4- شرب الماء وبكميات كافية، لأن الماء يجدد حيوية الخلايا، وينظم درجة الحرارة، ويرطب الجسم ويدفع شبح الجفاف عنه، عدا هذا وذاك، فالماء ينشط وظائف الكبد والكلى، ويسهل من عملية التخلص من الفضلات والسموم. 5- الابتعاد كل البعد من مشروبات الطاقة، فقد كشفت البحوث أن هذه المشروبات، وبعكس ما يشاع عنها، تسبب الخمول ولا ترفع من طاقة الجسم أبداً. 6- ممارسة النشاط الرياضي بانتظام لأنه يرفع من لياقة الجسم ويفوت الفرصة على الخمول. 7- أخذ حمام يومي، وحبذا لو تم استعمال الماء البارد في النهاية فهو نافع في بعث الحيوية في كل أوصال الجسم. 8- يوصي بعض المختصين في العلاج الطبيعي بالنباتات لمكافحة الخمول بشرب كوب من عصير البرتقال المضاف إليه عشر قطرات من زيت الحبة السوداء على الريق يومياً ولفترة عشرة أيام. 9- إذا كانت طبيعة العمل تتطلب منك الجلوس لفترات طويلة، فيجب كسر هذه الحلقة، والتحرك من وقت إلى آخر لتفويت الفرصة على التعب والكسل. 10- تجنب التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة، وتحاشي كل ما يلقى على الجسم من مجهودات وضغوطات تمهد الطريق أمام والكسل. [email protected]