طوى المجلس العسكري أمس صفحة تشكيل الحكومة المعدلة بعد جدل طويل في الأيام الماضية، وتحدى المجلس، الذي يدير البلاد منذ إطاحة نظام الرئيس السابق حسني مبارك، الائتلافات الشبابية بالإصرار على استمرار وجود ثلاثة وزراء، يقول شباب الثورة إنهم محسوبون على النظام السابق، وكلف رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي الحكومة، في اجتماع أعقب تأدية الوزراء الجدد اليمين الدستورية، «الإعداد للموسم الانتخابي» ما يعني أن الحكومة الجديدة ستستمر حتى انتخاب برلمان جديد. في المقابل قابل شباب الثورة خطوة الجيش بمزيد من الإصرار وأعلنوا «استمرارهم في الاعتصام في ميادين التحرير والسويس والاسكندرية، والعزم على تنظيم تظاهرات حاشدة اليوم تحمل اسم «جمعة استعادة الثورة». وبدأت الحكومة الجديدة أمس عملها بعدما أدى 13 وزيراً جديداً ونائبان لرئيس الحكومة اليمين الدستورية أمام المشير طنطاوي، لكنها ستدخل في تحديات عدة أبرزها إنهاء الاحتجاجات الساخطة على تشكيلتها، واستعادة الأمن إلى الشارع ومحاكمة رموز النظام السابق في مقدمهم الرئيس السابق الذي تترقب الأوساط المصرية مثوله أمام القضاء في 3 آب (أغسطس) المقبل. كما سيدخل رئيس الحكومة عصام شرف على الفور اختباراً جديداً عندما يبدأ الإعداد لحركة تغييرات في المحافظين، علماً أنه تعهد بإعلان الحركة الاثنين المقبل. وقالت مصادر حكومية مطلعة أن شرف بدأ مشاوراته في شأن التغييرات تستهدف إطاحة المحسوبين على النظام السابق وستشمل التغييرات 18 محافظاً. وأكدت المصادر ل «الحياة» أن شرف سيعتمد على جيل الوسط والشخصيات غير المنتمية إلى تيارات سياسية. وكان المشير طنطاوي كلف الحكومة الجديدة بسرعة استعادة الأمن والهدوء والاستقرار ومواجهة أية محاولة للعبث بأمن البلاد ومصالحها العليا أو الإضرار باقتصادها كما أمرها بإعداد البلاد لإجراء انتخابات ديموقراطية ودستور جديد وانتخاب رئيس الجمهورية. وضمت الحكومة المعدلة، التي تسعى إلى تهدئة المحتجين 13 وزيراً جديداً أبرزهم وزير الخارجية ووزير المال، فيما ظل 13 وزيراً آخرين في مناصبهم أبرزهم في العدل والداخلية. في المقابل استعد ميدان التحرير أمس لاستقبال تظاهرات ينوي نشطاء تنفيذها اليوم وبدأ نشطاء في إعداد المنصات وتوزيع المنشورات على المارة التي تطالب الناس بالاشتراك في التظاهرات. وقال منسق عام حركة شباب «6 أبريل» أحمد ماهر «مستمرون في الاعتصام حتى تتحقق كل مطالبنا وفي مقدمها الإطاحة بثلاثة وزراء محسوبين على نظام مبارك هم: الكهرباء حسن يونس والبيئة ماجد جورج والتعاون الدولي فايزة أبو النجا، والتعبير عن رفض إحالة المدنيين على القضاء العسكري، والإسراع في محاكمة رموز النظام السابق. وشدد على أن كل الحركات الشبابية وأحزاب الغد والكرامة والجبهة، إضافة إلى الجمعية الوطنية للتغير ستشارك في تظاهرات اليوم.