باتت منطقة القلمون الواقعة في ريف دمشق، في قبضة النظام السوري، مع بدء إجلاء فصائل المعارضة منها إلى الشمال وفق لاتفاق أبرم الأسبوع الماضي، في وقت تبادلت فصائل المعارضة الاتهامات حول المسؤولية عن تسليم المنطقة. وأعلن أمس مركز المصالحة في سورية، التابع لوزارة الدفاع الروسية، بدء إجلاء مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من القلمون، بعد تسليمهم كماً كبيراً من الذخائر والمدرعات في سياق الاتفاق الذي تم التوصل إليه. وقال مدير المركز اللواء يوري يفتوشينكو إن «المركز ووحدات الشرطة العسكرية الروسية بدأوا في إخراج المسلحين وعائلاتهم من القلمون الشرقي»، وأشار إلى فتح ممر إنساني موقت قرب الرحيبة. وكان مصدر أمني سوري كشف عن التجهيز لخروج 3200 مسلح مع عائلاتهم من القلمون، تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس، في ريف حلب الشمالي، وإدلب شمال البلاد. وأوضح أن «3200 مسلح مع عائلاتهم وتجمعوا في الناصرية تمهيداً لنقلهم»، فيما قالت وسائل إعلام تابعة للنظام إن «عدداً من الحافلات التي تنقل المسلحين وعائلاتهم خرجت من الرحيبة، وجيرود، والناصرية في ريف دمشق، إلى نقطة التجمع تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس»، موضحة أن «الاتفاق ينص على تسليم السلاح الثقيل، ومستودعات الذخيرة، والخروج إلى جرابلس وإدلب». وقال يفتوشينكو: «المتطرفون سلموا الجيش السوري 30 عربة مصفحة، وثلاث شاحنات محملة بمدافع آلية ثقيلة، و36 قاذفة قنابل مضادة للدبابات، و6 قذائف هاون، و3 قذائف موجهة مضادة للدبابات، و23 قذيفة تكتيكية، و11 لغماً، و60 قنبلة يدوية، وأكثر من 63000 قطعة ذخيرة للأسلحة الصغيرة». فيما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصادر عسكرية قولها: «الإرهابيون سلموا أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة بينها صواريخ تاو ولاو أميركية وإسرائيلية الصنع، إضافة إلى أكثر من 28 دبابة وعربة قتالية وكميات كبيرة من الذخائر والقواذف والقذائف المتنوعة والرشاشات المتوسطة وغيرها قبيل إخراجهم بالحافلات». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وصول قافلة مهجري القلمون التي انطلقت من الرحيبة، وتضم القافلة 44 حافلة تحمل على متنها حوالى 2500 شخص، إلى منطقة الباب في الريف الشمالي الشرقي لحلب، على أن يجري نقل القافلة بعدها إلى منطقة عفرين (شمال سورية)، تمهيداً لتوطينهم في المنطقة. ونقل «المرصد» عن مهجرين على متن القافلة أن بعض الحافلات تعرضت لتحطيم زجاج من قبل موالين للنظام على إحدى الحواجز أثناء مرورها من منطقة السلمية بريف حماة، الأمر الذي أسفر عن سقوط جرحى. في موازاه ذلك، حمل فصيل «جيش الإسلام» مسؤولية تسليم السلاح والذخائر في القلمون على عشرة فصائل عسكرية عاملة في المنطقة، معتبراً أنه ليس الفصيل الوحيد الذي دخل في اتفاق إخلاء المنطقة.