كابول - أ ف ب، رويترز – في ما يوصف بأنه ابرز مراسم لنقل قوات التحالف الدولي مسؤوليات الأمن الى الأفغان، تسلمت القوات الحكومية الأفغانية رسمياً أمس السيطرة على مدينة لشكر جاه، كبرى مدن ولاية هلمند الجنوبية التي شهدت أشرس المعارك في الحرب الدائرة منذ نحو عشرة أعوام، وسقط فيها 30 في المئة من قتلى القوات الأجنبية، ولا تزال «طالبان» تسيطر على بعض مناطقها. وجرت مراسم التسليم بهدوء، على رغم أن لشكرجاه ليست بعيدة عن جبهات تعتبر السلطات شبه غائبة او غائبة بالكامل فيها. لكن ولاية قندهار المجاورة شهدت معركة لفترة 9 ساعات مع مسلحين من «طالبان» داخل مركز للشرطة، أدت الى سقوط قائد المركز واثنين من مرافقيه، فيما قضى قائد شرطة آخر في ولاية تخار بانفجار لغم أرضي لدى عودة موكبه من المسجد إلى منزله. وكان مسلحون اغتالوا قبل عشرة أيام الملا جمعة خان، قائد جهاز الاستخبارات في منطقة خواجة غار بتخار أيضاً، إذ أطلقوا النار عليه داخل منزله. ويؤكد ذلك التحديات الكبيرة التي تنتظر الجيش والشرطة الأفغانيين مع بدء قوات التحالف نقل مسؤولية الأمن بخطى بطيئة، لبسط سيطرة الحكومة بالكامل على البلاد بحلول نهاية 2014. ويشهد الأسبوع الجاري أربعة احتفالات تسليم مماثلة تشمل مزار الشريف (شمال) التي قضى فيها 3 مدنيين أمس بانفجار دراجة نارية، وهيرات (غرب)، ومنطقتي كابول وبنشير. وكانت العملية بدأت رسمياً بتسلم ولاية باميان (وسط) في 17 الشهر الجاري، ثم محترلم عاصمة ولاية لغمان أول من أمس. وفيما تؤكد إحصاءات أعمال العنف وأضرارها البشرية اتساع تمرد «طالبان» في الشهور الأخيرة، وتخطيه معاقلها التقليدية في الجنوب والشرق وصولاً الى شمال البلاد الأكثر هدوءاً، اتهمت الحركة الاستخبارات الأميركية بشن «حرب نفسية» ضدها، بعد نشر نبأ «كاذب» عن وفاة قائدها الملا محمد عمر، أرسِل من الهاتف الخليوي الخاص بالناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد. وقال مجاهد الذي نفى مقتل الملا عمر: «ينشر الأعداء الذين يملكون تكنولوجيا متطورة تسمح لهم بالاحتيال على أرقام هواتفنا وموقعنا الإلكتروني على الإنترنت، إشاعات لأنهم يواجهون هزيمة ساحقة وتدني روحهم المعنوية». وفي أيار (مايو) الماضي، نشرت وكالة الاستخبارات الأفغانية خبراً مماثلاً عن وفاة الملا عمر الذي رصدت واشنطن مكافأة مقدارها عشرة ملايين دولار لمن يساهم في العثور عليه، لكنها تراجعت عنه معلنة «اختفاءه» من مخبئه في باكستان.