بدأ المصرف المركزي السويسري يستعيد عافيته تدريجاً بعد خسائر بلغت نحو 12 بليون فرنك (13.4 بليون دولار) العام الماضي، دفعت أكثر من 12 مسؤولاً رفيع المستوى في المصرف إلى الاستقالة، ليسجل أرباحاً خلال الربع الأول من السنة. وفي ما يتعلق بالتجارة بالعملات الصعبة، حقق «المركزي» 1.7 بليون فرنك أرباحاً خلال الفترة المذكورة. وعزا محللون عودة «المركزي» إلى الاستثمار في الذهب إلى الأرباح التي حققها فجأة خلال الربع الماضي والتي بلغت 2.6 بليون فرنك، ما رفع قيمة كيلوغرام الذهب لديه من 34.195 إلى 36.728 فرنك نهاية آذار (مارس) الماضي. ويُذكر أن لدى المصرف نحو 1040 طناً من سبائك الذهب. ويجد اقتصاديون سويسريون تضارباً بين قرارات المصرف السابقة والحالية، كما يبدو أن سلوكياته هذه السنة تتجه إلى تحمل أخطار عالية المستوى على أمل تحقيق الأرباح المنشودة. وإضافة الى الذهب، يراهن المصرف هذه السنة على أسواق الصرف وأسواق الأسهم الدولية. ولا شك في أن الخسارة التي تكبدها أخيراً من المتاجرة بالين الياباني لم تتلاشَ كلياً عندما اتجه إلى تحقيق بعض الأرباح من التجارة بالدولار واليورو والدولار الكندي. ولكن أرباح التجارة بالعملة الوطنية السويسرية في الربع الأول من السنة، والتي بلغت 78 بليون فرنك، لعبت دوراً كبيراً في إعادة المصرف إلى الربحية. وعلى صعيد البنية التحتية لاحتياطات المصرف من العملات الصعبة، لا سيما لجهة التوزيع، فهي لم تختلف كثيراً عما كانت عليه عام 2013. ويستحوذ الدولار على 27 في المئة من هذه الاحتياطات، واليورو على 47 في المئة مقارنة بنحو 48 في المئة العام الماضي، بينما استقرت حصة الجنيه الإسترليني والين الياباني والدولار الكندي عند مستوياتها منذ أكثر من ثلاث سنوات، في حين زادت حصة الكورون الدنماركي والكورون السويدي واليوان الصيني والدولار السنغافوري ونظيره الأسترالي، داخل هذه الاحتياطات من ستة إلى سبعة في المئة. وأفاد خبراء مصرفيون بأن السلوكيات الاستثمارية للمصرف المركزي بدأت تتغير بعد سنتين من الجمود، فبات يخصص اليوم 15 في المئة فقط من رأس ماله التشغيلي في أسواق الأسهم بدلاً من 16 في المئة خلال السنوات الماضية، كما أن 74 في المئة فقط من رأس المال التشغيلي يستخدم اليوم في أسواق سندات الخزينة الدولية بدلاً من 76 في المئة العام الماضي، علماً أن القيمة الكلية لرأس المال التشغيلي قفزت من 490 إلى 495 بليون فرنك خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة.