أقرت ست جهات حكومية أخيراً البدء في تنظيم أكبر سوق دولية للسيارات في السعودية والخليج العربي، وتنظيفها وتطويرها وإزالة النفايات والإطارات كافة العالقة بداخلها والتي كانت تعطل حركة السير بها، وتتسبب في حركة اختناق مرورية لا تنقطع على مدى أكثر من 30 عاماً مضت، هي تاريخ إنشاء هذه السوق. وأكد رئيس المجلس البلدي في محافظة جدة حسين باعقيل أن المجلس جمع ست جهات على طاولة واحدة بهدف تصحيح الأوضاع وإزالة المخالفات من أكبر سوقٍ دولية للسيارات في السعودية ومنطقة الخليج والبالغ حجم مبيعاتها السنوية 36 بليون ريال، مشيراً إلى أن المجتمعين تفاعلوا مع هذه الخطوة التصحيحية الجادة، وأقروا البدء فعلياً اعتبارا من صباح اليوم (الأربعاء) في أعمال التنظيف والإزالة والتطوير وسحب التالف من المركبات. ولفت إلى أن شكاوى التجار المستمرة للمجلس من الوضع الخدمي السيئ للسوق دعمت موقف المجلس نحو تنظيمها وإعادة تأهيلها، خصوصاً من طريق النظافة والإنارة والسفلتة والاختناقات المرورية التي تعطل حركة السير، إضافةً إلى الشوارع شبه المغلقة، وتراكم المخلفات والأتربة، وتجمع المياه الجوفية، والسيارات المعطوبة، والأرصفة المهدمة، ما استدعى تدخلاً عاجلاً وحلاً بيئياً وصحياً مستداماً. وكشف أن معاناة التجار لم تتوقف عند هذا الحد، بل إن تذمرهم زاد بعد أن حولت مجموعة من العمالة الوافدة الشوارع الرئيسة في السوق إلى ورش صيانة ومعارض صغيرة غير نظامية لمزاولة البيع والشراء ووجدت في هذه المنطقة ملاذاً آمناً بعيداً عن أعين الرقابة، ومواقع لممارسة مهنهم بالمجان بهدف الكسب المادي فقط، ما دفع المجلس للتحرك، خصوصاً في ظل وجود رؤوس أموال ضخمة داخل السوق التي تصل مبيعاتها إلى ثلاثة بلايين ريال شهرياً أي 36 بليون ريال سنوياً حسب تقديرات التجار أنفسهم. وأوضح أن الاجتماع ناقش ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في النفايات البشرية والدمارات، والمياه الجوفية، موصياً بضرورة وضع حاويات بشكل كافٍ في المنطقة وتكثيف عملية نقل المخلفات، وجرى الاتفاق مع الأمانة والمرور على البدء فوراً في رفع المخلفات والإطارات الخاصة بالمعدات الثقيلة بالتعاون مع شيخ طائفة المعارض، إضافةً إلى سحب السيارات التالفة التي مضى عليها أكثر من 15 يوماً، والسيارات المخالفة التي تقف في أماكن عامة غير مخصصة للوقوف. مشيراً إلى أنه سيتم عقد اجتماع خاص بين الأمانة والمجلس لإيجاد حلول لمشكلة المياه الجوفية في المنطقة مع الجهات ذات العلاقة. بدوره، قال نائب رئيس المجلس المهندس حسن الزهراني: "إن المعاناة تتعلق بأكثر من 800 معرض تنتشر في المنطقة التي يرتادها الآلاف من داخل وخارج جدة يومياً، ويعمل بها مئات العمال من بائعين ودلاليين"، ولفت إلى أن جمعية البيئة السعودية طلبت الحصول على امتياز أعمال تدوير السيارات التالفة والمخلفات والدمارات حتى تعمل على تحويلها إلى مواد صديقة للبيئة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن الموضوع يخضع للدراسة من أمانة المحافظة قبل عرضه على المجلس البلدي. يشار إلى أن الاجتماع الطارئ الذي عقد أمس حضرته أمانة المحافظة والشرطة والمرور ومراكز الأحياء وجمعية البيئة السعودية وإدارة مركز المعارض، وتمخضت عنه خطوات عملية عدة ستتم متابعتها بشكلٍ دوري للتأكد من تحويل نتائج الاجتماع إلى واقع ملموس، وتعهدت الأمانة فيه بالبدء بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من الغد، فيما ستتم موافاة المجتمعين بالنتائج الميدانية من خلال العرض الذي سيقدم يوم السبت المقبل.