الحوادث المتنقلة التي تشهدها الحملات الانتخابية في بعض المناطق نتيجة شد الأعصاب الناجم عن ارتفاع نبرة التعبئة، كانت موضع تعليقات أمس وقبله، وسط سعي كل الأفرقاء إلى تفادي تطور إشكالات الأحياء أو الصدامات بين المؤيدين لهذه اللائحة أو تلك، حتى لا يؤثر ذلك على إقبال الناخبين يوم الاقتراع في 6 أيار (مايو) المقبل. وكان رئيس لائحة « بيروت الوطن»، صلاح سلام علّق على الصدام الذي وقع قبل يومين بين مرافقي أحد المرشحين على اللائحة، نبيل بدر، وبين مناصرين للائحة «تيار المستقبل» على خلفية الخلاف على مكتب، مع مالك المبنى، ما أدى إلى تضارب بالأيدي، وقال إن «عناصر الشغب استغلت حادث سوء التفاهم الذي حصل وحاولوا إزالة صور اللائحة من المكتب بالقوة». وتحدث عن سلسلة حوادث، وحمّل وزير الداخلية نهاد المشنوق مسؤولية ما يجري من فريقه السياسي، وطالبه «بالفصل بين دوره كوزير للداخلية وكونه مرشحاً، أو الاستقالة من منصبه المشرف على الانتخابات لأنه لا يجوز أن يكون هو الخصم والحكم». ونفى «المستقبل» أن يكون وراء الإشكال، . وكانت حصلت حوادث عدة في بيروت في الأيام الماضية تدخلت القوى الأمنية لفضها. كذلك حصلت حوادث في الجبل وفي الشمال بين أنصار اللوائح المتنافسة. وعلى خلفية السجال المتصاعد بين الرئيس نجيب ميقاتي ومرشحين على لائحته وبين لائحة «المستقبل للشمال»، دخل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الخط ليل أول من أمس فحذر في تغريدة «الذين يتمتعون بالمناصب الكبرى ويسيرون في تلك المواكب الجرارة ويتنصتون يميناً وشمالاً على المواطنين بأننا لسنا لقمة سائغة، هؤلاء من حديثي النعمة لا تاريخ لهم إلا الانتهازية». وقال إن «(المرشح في «لائحة العزم» في طرابلس) توفيق سلطان، قبلكم جميعاً ومن الرجال الرجال، أنه من رفاق كمال جنبلاط، فاحذروا من اللعب بالنار». وكان سلطان تحدث عن تحيز أجهزة الدولة في الحملة الانتخابية. وظهر أمس عثر على قنبلة يدوية خلف مسمكة في بلدية الميناء في طرابلس موضوعة داخل دلو حديدي. وقال سلطان إنها تبعد عن منزله زهاء 80 متراً. وتبين لخبير عسكري أنها صالحة للتفجير فقام عناصر من الجيش بتفجيرها. وفي الجنوب أعلن المرشح على لائحة « الجنوب يستحق» في النبطية- الدائرة الثالثة نديم عسيران أن منزله ومكتبه تعرض لإطلاق نار أثناء لقاءات انتخابية له صباح اليوم (أمس)، وهي المرة الثانية التي يتعرض لها لاعتداء بعد حرق صور له منذ أيام في بلدة ميفدون». وقال: «عندما سمعنا صوت طلق ناري، سارع الشبان إلى الخارج، ورأوا سيارة مسرعة نوع رينو وأطلق أحد ركابها طلقاً نارياً من مسدس أصاب صورة لي مرفوعة على سطح المنزل. وأبلغت القوى الأمنية فحضرت دوريات وأجرت كشفا ميدانيا، كما تم استخراج أفلام كاميرا موضوعة في المحلات المقابلة وتم التعرف إلى السيارة، وقيل لي إنه تم توقيف من يستقلها». المستقبل - التقدمي وينتظر أن يزور زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري بلدة برجا الشوفية في إقليم الخروب في إطار جولاته على المناطق لمصلحة اللوائح التي يدعمها التيار. و «المستقبل» يتحالف في دائرة الشوف - عاليه، عبر مرشحيه النائب محمد الحجار والوزير غطاس خوري مع «الحزب التقدمي الاشتراكي» و «القوات اللبنانية». وحتى أمس كانت الاتصالات حول مشاركة تيمور وليد جنبلاط في المهرجان الخطابي الذي دعا إليه «المستقبل»، لم تتوصل إلى نتيجة بعد أن كان برنامج المهرجان تضمن الاكتفاء بإلقاء الحريري كلمة في المناسبة، من دون تخصيص كلمة لتيمور كرئيس للائحة، ما دفع «الاشتراكي» إلى اتخاذ قرار بعدم مشاركة الأخير، على رغم مشاركة محازبين له في المناسبة. وكانت علاقة «المستقبل» و «الاشتراكي» تعرضت لندوب في الآونة الأخيرة بسبب تراكمات عدة منها زيارة الحريري منطقة حاصبيا الأسبوع الماضي، بالتنسيق مع رئيس «الحزب الديموقراطي» طلال أرسلان الذي يتحالف معه في لائحة واحدة في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية، بنت جبيل، مرجعيون-حاصبيا)، من دون تنسيق مع قيادة الاشتراكي، ما دفع جنبلاط الأب إلى القول إنه كان يفضل أن يكون استقبال الحريري أوسع، فيما قالت مصادر «المستقبل» إن تحالفه مع أرسلان في هذه الدائرة ليس موجهاً ضد أحد. قاسم وقال نائب الأمين العام ل «حزب الله» ومنسق الماكينة الانتخابية الشيخ نعيم قاسم، إنه «لم يعد هناك حاجة لذهاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إلى بعلبك - الهرمل (كان لوح بذلك لشحذ همم جمهوره لمصلحة اللائحة التي يدعمها في مواجهة لائحة تضم يحيى شمص ومستقلين و «المستقبل» و «القوات اللبنانية»). وأوضح أن «الأجواء انقلبت في شكل كبير والمزاج الشعبي تبدّل».