أبدت القنصل العام للولايات المتحدة في الظهران راتشنا كورهونن، إعجابها في مهرجان «الأحساء المبدعة للحرف اليدوية والفنون الشعبية»، الذي تنظمه أمانة الأحساء في مقر «الفريج التراثي»، بالتعاون مع الغرفة التجارية والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مثنية على ما تميزت به أركان المهرجان من تنوع في الفعاليات الهادفة إلى تعميق الموروث وثقافة الفنون. ووصفت كورهونن، الأحساء بأنها من «مدن التاريخ، لما تمتلكه من مخزون ثقافي وتراثي عريق»، مبدية اعجابها بالأطباق الشعبية الأحسائية وتنوع الحرف، وذلك خلال زيارتها المهرجان والوفد المرافق لها من القنصلية، إذ جالت على أركان المهرجان تعرفت من خلالها على الحرف اليدوية، وألوان الفنون الشعبية برفقة أمين الاحساء المشرف العام على المهرجان المهندس عادل الملحم. إلى ذلك، دفع الحنين والتعلّق في الماضي، شباناً وفتيات إلى إعادة إحياء الحرف اليدوية النابعة من التراث، ويمارس صغار السن تلك المهن مع آبائهم وسط دكاكين «الفريج التراثي» في مقر المهرجان، والذي سجل حضوراً واضحاً في المشهد الاجتماعي والاقتصادي في الأحساء، وتحقيق الهدف في رفع ثقافة المحافظة على الحرف اليدوية، والقيمة التراثية التي تحملها سجلات تاريخ الواحة. وساهم المهرجان في تجسيد «المسكن الأحسائي» في ماضي حياة الأحساء قديماً، إذ رسمه متحف عبدالرزاق العرب المتخصص في هذا المجال ليقدم للزوار لوحة عن معيشة الفلاح من خلال العمران القديم المكون من الطين والجص وسقفه المسقوف بالسعف و «الدنشل»، وهي عبارة عن جذوع النخيل مصفوفة بجانب بعضها، وتزين السقف الفوانيس والتي تعتبر مصدراً للإنارة في ذلك الوقت. وضمت المربعة التي تعتبر إحدى غرف البيت والتي يتم فيها استقبال الضيوف، وتسمى أيضاً ب «المجلس» على بعض الأثاث القديم الذي كان يزينها مثل أدوات الجلوس وضيافة القهوة وتوابعها من مستلزمات إعداد مشروبات الضيافة وعناصر تقديمها. واشتملت أيضاً على جهاز الهاتف القديم والمروحة والمدفأة إضافة إلى الراديو والأواني ومرشات ماء الورد. وفي غرفة أخرى من غرف البيت الأحسائي تقع «غرفة العروس»، والتي تضم مفرشها وأدوات الزينة وعشاء العرسان، وإلى جانبها غرفة «أم العروس»، حيث تنام الأم إلى جانب ابنتها ليلة زفافها، إضافة إلى غرفة النوم، والتي يملأها عبق الماضي من خلال بساطة الأثاث من السرير الذي تزينه قطع المرايا والأعمدة التي يعلوها قطعة قماش تزين أركانه، ولم تخل الغرفة من أدوات الزينة التي كانت تستخدمها المرأة في ذلك الوقت من العطور والكريمات للشعر والمكحلة، إضافة إلى الملابس المطرزة والمشجرة بمختلف النقشات والرسومات. وفي غرفة الأبناء كان لمهد (سرير الطفل) والمسمى محلياً ب «المنز»، والذي يُصنع من جِريد النخيل أو الخشب حكاية أخرى، وهو السرير الذي يوضع به الطفل وتظل الأم تردد عليه بعض التهاويد «أرقد رقدة هنية رقدة أمك يوم أنها صبية»، حتى يغلبه النوم واستقطبت هذه الغرفة الزوار ليتذكروا الماضي بما حوته من ألعاب وملبوسات تُحاكي طفولة الجيل الحالي.