قتل شخصان وأصيب اربعة آخرون في معارك مستمرة منذ ليل السبت-الاحد بين عناصر حزب إيراني كردي معارض يتخذ كردستان مقراً، وبين قوات ايرانية عند الشريط الحدودي بين العراق وايران. إلى ذلك، أكد مصدر عسكري أن الجيش الإيراني كثف تعزيزاته على طول الحدود وأمهل سكان قرى والرعاة إخلاء مناطقهم وسط استمرار القصف. وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور في تصريح إلى «الحياة»: «ليس لدينا معلومات عن حشود إيرانية، ولم تبلغنا مصادرنا ذلك، وأي تحرك للقوات الإيرانية ضمن نطاق أراضيها هو حق طبيعي»، مبيِّناً أن «لجنتين مشكَّلتين من وزارة الدفاع ولجنة الأمن والدفاع البرلمانية في بغداد، ستتوجهان إلى الحدود الأربعاء المقبل لإعداد تقرير عن القصف الإيراني». وعما إذا كان الإقليم يتلمس رغبة جدية لدى الحكومة العراقية في معالجة الملف، قال ياور: «نسعى إلى أن تكون هناك جدية لحل المشكلة التي مر عليها خمس سنوات، ونأمل في ان يكون التحرك من خلال الديبلوماسية وجلوس الطرفين إلى طاولة لحلها بصورة جذرية». وأوضح أن قلق الإقليم «لا يكمن في التحركات العسكرية على الأرض، وإنما القلق على المواطنين العزل قرب الحدود، فهم يتعرضون لقصف مدفعي إيراني وتركي وحتى قصف الطائرات في بعض الأحيان منذ عام 2007، ما يجبرهم على النزوح عن قراهم وترك ممتلكاتهم، فضلاً عن الأضرار المادية التي تلحق بهم». وأعرب عن استعداد حكومة إقليم كردستان ل «تكون طرفاً في إجراء مفاوضات جدية بين الحكومات العراقية والإيرانية والتركية لإيجاد حل سريع للمشكلة». لكن مصدراً عسكرياً في حرس حدود إقليم كردستان، أكد في تصريح إلى «الحياة»، أن «القوات الإيرانية كثفت خلال اليومين الماضيين تحركاتها عند جبل قنديل، وعلى طول الحدود مع الإقليم، وبلغت بعض المرتفعات الجبلية داخل الحدود الإيرانية، في وقت استمر قصف تلك المناطق، وقد تأكد سقوط نحو سبعة قذائف في أراضي الإقليم». واستدرك أن «تضاريس المنطقة ووعورتها وصعوبة أجوائها لا تسمح بوصول المعلومات الدقيقة، لكن الرعاة والرحل وسكان بعض القرى في المنطقة، ذكروا أن الجيش الإيراني طلب منهم إخلاء المنطقة». إلى ذلك نقلت «وكالة كردستان للأنباء» عن مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني المسلح «PKK» المعارض في تركيا أحمد دنيز، أن «الحرس الثوري الإيراني ومسؤولين في القوات الخاصة التركية، دخلوا بعمق كيلومتر في الإقليم لتنفيذ عملية عسكرية مشتركة»، لافتاً إلى أن «الجيش الإيراني بدأ قبل أسابيع حشد قواته على الحدود بالتزامن مع قصفه المناطق الحدودية». فيما قال الناطق باسم حزب «الحياة الحرة» (بيجاك) شيرزاد كمانكر، إن «مواجهات مسلحة اندلعت في مناطق دولي كورتي، ودولي ايشان، وجاسوسان، ودولي وزني بين قوات (بيجاك) والحرس الثوري الايراني، ومازالت مستمرة».