أعلنت مديرية الأمن العام الأردني توقيف اربعة من رجال الأمن يشتبه بتورطهم في الاعتداء على صحافيين اثناء تغطيتهم لنشاط احتجاجي الجمعة وتشكيل لجنة تحقيق بعد الانتقادات الحادة التي تعرضت لها الحكومة في اسلوب تعاملها مع ممثلي وسائل الاعلام الذين كانوا يغطون اعتصاماً في وسط عمان دعت اليه حركة «شباب 15 تموز». وذكرت مديرية الأمن العام في بيان ان «مدير الأمن العام الفريق الركن حسين هزاع المجالي قرر تشكيل لجنة (...) للتحقيق في ملابسات ما وقع ظهر الجمعة في منطقة راس العين (وسط عمان) والاعتداءات التي مست عدداً من الصحافيين اثناء تأدية واجبهم»، على ان تبدأ اللجنة التحقيق فوراً بمشاهدة المواد والأفلام المصورة المتوافرة لمعرفة حقيقة ما جرى. وأشار البيان الى ان «نتائج التحقيق سيتم الإعلان عنها خلال 72 ساعة وسيصار لإحالة من يثبت ادانته للمحاكمة وفق قانون الأمن العام». وأُصيب 17 شخصاً على الأقل، بينهم تسعة صحافيين وسبعة من رجال الامن الجمعة خلال فض قوات الدرك الاردني اشتباكاً بين معتصمين مطالبين بالاصلاح وموالين للحكومة. وتعرض تسعة إعلاميين في وسائل إعلام محلية ودولية للضرب على أيدي الشرطة. وكان نحو الفي شخص شاركوا في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان الجمعة الى ساحة امانة عمان للمطالبة بالاصلاح قبل ان تندلع اشتباكات بين مجموعات شبابية كانت تنوي تنفيذ اعتصام مفتوح في الساحة وبين موالين للحكومة. وكانت احزاب المعارضة و»شباب 15 تموز» اعتصموا أمام مبنى الحكومة مساء امس بمشاركة 400 شخص، مطالبين برفع يد الاستخبارات عن الحياة السياسية واسقاط حكومة البخيت و»نواب الكازينو» ورددوا هتافات مناهضة للحكومة. وألقى الناطق باسم احزاب المعارضة الأمين العام ل»حزب البعث التقدمي» (الجناح السوري) فؤاد دبور كلمة لكن المعتصمين قاطعوه وهتفوا لحرية الشعب السوري احتجاجاً على موقف الحزب المؤيد للرئيس السوري بشار الاسد مما اضطره الى قطع كلمته وانهاء اعتصام احزاب المعارضة، الا ان «شباب 15 تموز» واصلوا الاعتصام مع قيادات من حزب «جبهة العمل الاسلامي». من جانبه قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة عبدالله أبو رمان ان العلاقة بين الإعلام والحكومة متينة، نافياً أن يكون هناك أي توجه حكومي لقمع الصحافيين. وأعرب أبو رمان عن أمله بأن يكون ما حدث حالة عرضية، مشيراً إلى أن الصحافيين أبدوا قدراً من المسؤولية بلملة جراحهم وعدم الإساءة لصورة الأردن. ودان رئيس لجنة التوجيه الوطني في مجلس النواب النائب جميل النمري الاعتداء الذي تعرض الصحافيون في ساحة النخيل. وقال أن اللجنة لم تتمكن من الاجتماع امس لإصدار موقف لكنها ستجتمع في وقت لاحق بحضور وزيري شؤون الاعلام والداخلية لتقديم توضيحات وافية، وقد تطلب تشكيل لجنة تحقيق. من جانب آخر دعا ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» الى مسيرة جماهيرية تنطلق من المسجد الحسيني الى ساحة النخيل يوم الجمعة المقبل، للتأكيد على ان الحرية الإعلامية «المصادرة» حق للشعب الأردني، فيما دعت نقابة الصحافيين الى وقفة احتجاجية اليوم أمام مقر النقابة، احتجاجاً ورفضاً لما تعرض له الصحافيون والإعلاميون من اعتداءات أثناء تغطيتهم لاعتصام الجمعة في ساحة النخيل وسط العاصمة.