اتهمت قيادات كردية الحكومة العراقية بالسكوت عن التجاوزات الإيرانية بقصف أراضي داخل إقليم كردستان، وأكد رئيس الوزراء نوري المالكي، أمس، ضرورة ضمان سلامة الأراضي العراقية من التجاوز من أي طرف كان، داعياً السفراء العراقيين إلى الإبلاغ عن أي خرق لسيادة العراق. وارتفعت حدة العمليات الإيرانية داخل العراق أخيراً، وأُعلن أمس عن توغل قطعات عسكرية لعمق الأراضي العراقية ضمن مناطق إقليم كردستان تحت ذريعة القضاء على عناصر يمثلون حزب «الحياة الحرة» الكردي المعارض. وأعلن المالكي، خلال حضوره مؤتمر السفراء العراقيين الثالث الذي عقد أمس في مقر وزارة الخارجية، أن «سلامة الأراضي العراقية من أي تجاوز ومن أي طرف كان، ضرورة ولا بد أن تبقى السيادة العراقية محمية». وأشار إلى أن «العراق ضحية التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية في السابق ولديه الموروث من المشاكل والتعقيدات في هذا الجانب»، مؤكداً أن «الانفتاح والتعاون شي والتدخل في الشؤون الداخلية شيء آخر». وأوضح أن «العراق يرفض اليوم أن يتعرض للذل من أي طرف كان، وعلى السفارات أن تتحدث بلغة واحدة وألا تبعث حالة ضعف أمام العالم الخارجي». وتابع المالكي: «على السفراء وكل العاملين في السفارات العراقية أن يفهموا أن السفارة ليست ملكاً لمكوناتهم وطوائفهم، وأي حديث في هذه السفارات خارج إطار العراق الموحد تعتبر خيانة». وأضاف: «يجب أن تبقى المساحة العراقية في حركة السفراء محمية، ويجب الإبلاغ عن أية محاولة لخرق سيادة العراق من أية بوابة من بواباته»، مؤكداً «أن لا قيمة لدولة إذا اخترق أمنها وسيادتها». وقال رئيس الوزراء: «نحن نعمل على عدم التدخل في شؤون دول الجوار ولا نريد أن يتدخل أحد في شؤوننا، وفي الوقت ذاته نريد الانفتاح والتعاون مع الجميع وينبغي أن يكون هذا النهج بمثابة صمام الأمان لسفاراتنا في الخارج». وقال رئيس الجمهورية جلال طالباني إن العراق يتعرض إلى هجمة إعلامية وصفها ب «الظالمة» من دول خارجية مبنية على تحريك الوقائع وتضخيم السلبيات وتجاهل الإيجابيات، داعياً جميع السياسيين إلى ضرورة تغيير الصورة السلبية. وتسبب القصف المدفعي الإيراني على القرى الحدودية في إقليم كردستان بإلحاق أضرار بمزارع الأهالي ونزوح المئات من سكان تلك القرى الذين يعيشون الآن في ظروف صعبة داخل المخيمات بحسب تقرير للجنة شكلتها وزارتي الداخلية والمهجرين للوقوف على ظروف النازحين. وكشف عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية سامي العسكري أمس، أن «اللجنة ستتخذ قراراً الأحد، في شأن القصف الإيراني بعدما تدرس تقرير وزارة الخارجية حول الموضوع». وأكدت عضو البرلمان العراقي والقيادية في التحالف الكردستاني أشواق الجاف ل «الحياة» أن «نواباً يمثلون الأحزاب الكردية داخل البرلمان ونواب من كتل أخرى طالبوا بأن يكون هناك موقف رسمي للبرلمان وللحكومة، تجاه هذه الانتهاكات للسيادة العراقية لكن شريطة أن يكون هذا الموقف في شكل ديبلوماسي ولا يؤثر في العلاقات مع دول الجوار.