تتعرض الحكومة الكويتية لانتقادات من مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي على خلفية علاقاتها مع بغداد و»سياسة الضعف مع العراق» التي يقول نواب إنها تُتبع خصوصاً مع تجدد الخلافات الحدودية واعتراضات الساسة العراقيين على مشروع بناء الكويت ميناء في جزيرة بوبيان. وتعرضت السفارة الكويتية في بغداد الأسبوع الماضي لسقوط قذائف إلى جوارها، وقالت الخارجية الكويتية إن «القذائف لم تستهدف السفارة على رغم أن السفير علي المؤمن وطاقم السفارة غادروا بعدها إلى الكويت في إجازة من اجل قضاء شهر رمضان في الكويت». لكن النائب مسلم البراك قال أمس إن أفراد طاقم السفارة «اختبأوا في الملاجئ لحماية انفسهم وخرجوا بعدها مباشرة إلى المطار عائدين إلى الكويت». وبالإضافة إلى ملفات قديمة مثل الديون والتعويضات والخلاف على الحدود أثار ساسة عراقيون خلال الأسابيع الماضية اعتراضات على إنشاء الكويت ميناء في جزيرة بوبيان التي تتاخم الساحل العراقي قرب مصب شط العرب. ويقول العراقيون إن تشييد الكويت ميناء هناك يُضر بالمصالح الملاحية العراقية لكن الكويت نفت ذلك بشدة. وبعث وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح ليل الجمعة رسالتين إلى السكرتير العام للأمم المتحدة وإلى رئيس مجلس الأمن اعرب فيهما عن «ثقته بأن تنفيذ العراق التزاماته الدولية تجاه دولة الكويت سيُساهم في بناء الثقة بين البلدين». وأشاد بتعاون العراق في بعض الملفات من دون اكتمال ذلك مشيراً إلى عدم التعرف على مصير حوالى 370 مفقوداً كويتياً في العراق، وأن ملف الممتلكات والأرشيف الوطني «لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر» وأن مشروع صيانة الملفات الحدودية «لا يزال معلقاً» وإلى «عدم قيام العراق بتنفيذ توصيات فريق الأممالمتحدة الفني الذي زار المنطقة الحدودية في شباط (فبراير) 2006 وطلب من العراق إزالة التجاوزات والعوائق على الحدود بما فيها تلك التي تمنع الرؤية بين العلامات الحدودية» . وكانت الخارجية الكويتية ردت على انتقادات العراقيين لبناء ميناء بوبيان بالإشارة إلى أن رئيس الوزراء المالكي اطلع على هذا المشروع خلال زيارته الأخيرة للكويت لكن المالكي نفى اول من امس ذلك وقال في بيان وزعه مكتبه «أننا ننفي طرح موضوع ميناء مبارك في هذه المناقشات لا من قريب ولا من بعيد» وإن الجانب الكويتي لم يطرح المشروع «طوال المحادثات التي جرت مع اللجان الوزارية والفنية المكلفة حل الملفات العالقة بين البلدين». وتابع أن «ما ورد في جانب من هذه التصريحات من الشرح المفصل للأمور المتعلقة بالملاحة في خور عبد الله، هو كونه ممراً مائياً مشتركاً لكلا البلدين، ويدار بصورة مشتركة، ولا ميزة فيه لأي جانب على الجانب الآخر». لكنه شدد على أن العراق لم يطلع على مشروع ميناء مبارك «إلاّ من طرف ثالث». وفيما طالب النائب فلاح الصواغ بطرد السفير العراقي من الكويت رداً على استهداف السفارة الكويتية في بغداد بالقذائف، انتقد قطب المعارضة الكويتية النائب مسلم البراك «أسلوب نائب وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح في التعامل مع التصريحات العراقية في شأن «ميناء مبارك». ورأى أن عدم رد الوزير على التصريحات العراقية جعل الجانب العراقي يتمادى في الإساءة إلى الكويت». واعتبر أن اعتراضات العراقيين «ليست في الجوانب الفنية أو الممرات المائية لكن مشكلتهم أن قبولهم يعني اعترفاً بالحدود البحرية وهو ما لا يرغبون فيه». وتابع أن «المطامع العراقية في جزيرة بوبيان لا تزال قائمة وأن ميناء مبارك داخل الحدود الكويتية المعترف بها دولياً وهذا ليس بحاجة إلى موافقة المالكي أو غيره». وسأل وزير الخارجية الكويتي «ألم تقم الحكومات العراقية المتتابعة باستخدام قضية الحدود فزاعة لترويع الكويت وتخويفها، إذاً لماذا تستغرب وتندهش وأنت وزير خارجية من المفترض أن يكون تحت يديك جميع الملفات بتفاصيلها». وأضاف:» كفى يا شيخ محمد استغفالاً لمشاعر الكويتيين، قل لهم بصراحة أن سياستكم تجاه العراق هي سياسة الضعف الكويتي». وأكد أن «كويت اليوم تختلف عن كويت ما قبل 1990 لكن سياستكم الخارجية مع العراق بقيت كما هي للأسف الشديد متسمة بالضعف والخجل وكأن أنتم من احتللتم العراق وليس العراق هي من احتل الكويت».