بغداد - أ ف ب - نفى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، ان تكون الكويت أطلعت بغداد خلال محادثات ثنائية عقدت مؤخراً على مشروع بناء ميناء «مبارك الكبير» الذي يطالب العراق بوقفه. وقال المالكي في بيان وزعه مكتبه الإعلامي «أننا ننفي طرح موضوع ميناء مبارك في هذه المناقشات لا من قريب ولا من بعيد». وأضاف ان الجانب الكويتي لم يطرح المشروع «طوال المحادثات التي جرت مع اللجان الوزارية والفنية المكلفة حل الملفات العالقة بين البلدين». وجاء بيان المالكي رداً على تصريحات نقلت عن لسان نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح، أشار فيها الى اطلاع المالكي على المشروع خلال زيارته للكويت في شباط (فبراير) الماضي. وأكد بيان رئيس الوزراء العراقي أن «ما ورد في جانب من هذه التصريحات من الشرح المفصل للأمور المتعلقة بالملاحة في خور عبد الله، هو كونه ممراً مائياً مشتركاً لكلا البلدين، ويدار بصورة مشتركة، ولا ميزة فيه لأي جانب على الجانب الآخر». لكنه شدد على ان العراق لم يطلع على مشروع ميناء مبارك «إلاّ من طرف ثالث». وتطالب بغداد بوقف بناء الميناء الذي وصل العمل فيه إلى نسبة 14 في المئة، على ما قال وزير النقل العراقي هادي العامري، كونه يغلق القناة الملاحية للموانئ العراقية. وكانت الكويت وضعت في نيسان (ابريل) حجر الأساس لبناء ميناء «مبارك الكبير» في جزيرة بوبيان التي تقع في اقصى شمال غربي الخليج العربي، وتعد ثاني اكبر جزيرة في الخليج (890 كلم مربعاً) بعد جزيرة قشم الايرانية. ويرى خبراء عراقيون ان بناء الميناء سيؤدي الى «خنق» المنفذ البحري الوحيد للعراق، لانه سيتسبب في جعل الساحل الكويتي ممتداً على مسافة 500 كيلومتر، بينما يكون الساحل العراقي محصوراً في مساحة 50 كيلومتراً. وشهدت العلاقات بين بغداد والكويت، التي كانت بوابة لعبور القوات الاميركية الى العراق عام 2003، تحسناً ملموساً في السنوات القليلة الماضية، إذ بدا كأنها تتجاوز تداعيات الاجتياح العراقي للكويت ايام نظام صدام حسين عام 1990. وما زال على العراق الاعتراف رسمياً بحدود الكويت البرية والبحرية. ويحتج العراق بصورة رسمية على ترسيم الحدود الذي اجراه مجلس الامن عام 1993، ويبدي استعداده للاعتراف بحدود الكويت البرية، الا انه يطالب بتوسيع منفذه البحري على الخليج.