أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي أن القمة العربية ال29 التي استضافتها المملكة العربية السعودية الأحد، «حققت أهدافها في وضع الموقف العربي أمام العالم في الشكل المطلوب، سواء ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي لا تزال قضية العرب المركزية، أو قضايا أخرى أهمها التدخلات في الشأن العربي». وقال زكي، في تصريحات إلى الصحافيين في طريق العودة إلى القاهرة، إن مجرد تسمية رئيس القمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ب «قمة القدس»، وما خرجت به من قرارات تخص القضية الفلسطينية، يعتبر موقفاً في غاية الإيجابية إزاء هذه القضية، خصوصاً في ضوء ما كان يردده البعض من تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية». وأشار إلى أن «القمة أعادت الاعتبار إلى القضية الفلسطينية التي وضعها القادة محوراً رئيساً لنقاشاتهم وقراراتهم»، قائلاً إن هذا أمر في حد ذاته «يستحق التقدير». وحول التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، أكد زكي أنه لم يخل بيان أي من القادة الذين تحدثوا وكذلك الوثائق الختامية للقمة، من إشارات واضحة ترفض هذا التدخل. وقال: «أصبح الموضوع محل إجماع عربي واضح يتحدث في شكل إيجابي عن علاقات حسن الجوار، ولكنه يحذر إيران من التدخل في الشأن العربي، وهذا يبعث برسائل مطلوبة لكل الأطراف الإقليمية والدولية، لتمتنع عن التدخل في الشأن الداخلي العربي». ورداً على سؤال في شأن رهان إيران على الانقسام العربي وتأييد دول معينة لسياستها، قال زكي: «أعتقد أن الموقف العربي يتطور في شأن العلاقة مع طهران، وربما منذ فترة كان هناك دول تقيم علاقات كاملة مع إيران، ولكن الموقف العربي الآن تطور وينحو في اتجاه إدراك أن تدخلات إيران سلبية بغالبيتها». وأكد أن «المسألة في غاية الدقة والحساسية، ونحن ننبه إليها دائماً». وفي ما يتعلق بالوثيقة التي صدرت عن القمة حول الأمن القومي العربي، أوضح زكي أن «الجانب السعودي هو الذي أعدها وطرحها على القادة الذين رحبوا بها فور الاستماع إليها، لأنها كانت وثيقة مصاغة في شكل جيد ومتوازن وإيجابي وتراعي الأولويات العربية». ورأى أن الوثيقة «تعبر عن عمق الموقف العربي في القمة، فيما إعلان ظهران هو محصلة للقرارات». ورداً على ما إذا كانت إيران هي العدو الأول للعرب أم إسرائيل، أجاب زكي: «نحن لا نتحدث عن ذلك، وهذا جزء من المشكلة». وسأل: «هل تكون أولويات الأمن القومي العربي رأسية؟ بمعنى أنها تتضمن موقفين اثنين، أم كما تحدث الأمين العام (أحمد أبو الغيط) في بيانه في شأن أن التهديدات تتساوى في جديتها وخطورتها، وبالتالي نستطيع أن نضعها جميعاً على نفس الدرجة ونفس المستوى وهذا هو التحدي». وحول تطورات الأزمة السورية، وما إذا كان هناك انقسام داخل الاجتماع في شأنها، قال زكي: «ثمة تعقيدات كثيرة في موضوع سورية، وهو يطرح منذ سبع سنوات وله أوجه عسكرية وأمنية وسياسية وإنسانية، وهناك أيادٍ غير عربية تعبث بهذا الملف منذ سنوات طويلة». وزاد: «العرب الآن يبحثون عن دورهم في كيفية معالجة هذه الأزمة ويجب أن يكون دورهم أساسياً فيها».