في تصريحات يمكن ان تؤدي الى مزيد من التوترات بينه وبين السلطات السورية، حذر السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد، من ان «الشارع يمكن ان يطيح» بالنظام السوري اذا لم يبدأ سريعاً الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون، مشدداً في الوقت ذاته على انه لن يتوقف عن التنقل في «مختلف انحاء سورية». وكانت زيارته قبل أسبوع مدينة حماة، وسط البلاد، قد أشعلت خلافاً حاداً بين واشنطنودمشق، التي قالت إن الادارة الاميركية تتدخل في شأن سوري محض وتتعمد زيادة التوترات. وقال فورد في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» الاميركية: «لم ار أي اشارة ملموسة على الارض بأن الحكومة السورية مستعدة لبدء الاصلاحات بالسرعة التي يطالب بها المتظاهرون». وتوقع فورد أن «النظام السوري سيطيح به الشارع اذا لم يتحرك بسرعة»، ودعا الرئيس السوري بشار الاسد الى «اتخاذ القرار الصعب» ببدء الإصلاحات. وأكد فورد أنه لن يتوقف عن التنقل في مختلف انحاء البلاد للقاء السوريين، واعتبر ان على دمشق «إقامة مرحلة انتقالية حقيقية وعدم الاكتفاء بكلمات أو وعود». وبعد توجه فورد الى حماة، شهد محيط السفارة الأميركية تظاهرات عنيفة من قبل مؤيدين للنظام السوري، وفي موازاة ذلك، كان سكان حماة يستقبلون فورد بأغصان الزيتون والورود لدى وصوله إلى المدينة. وفي مطلع الأسبوع، احتشد أنصار النظام في قلب دمشق لإدانة زيارة فورد لحماة بوصفها تدخلاً في الشؤون الداخلية لسورية وألقوا البيض والطماطم والحجارة على السفارة. ودان فورد في رسالة مشحونة نشرها على فايسبوك، الهجومَ على السفارة، وبرَّر الاحتجاجات التي تعم البلاد، وقال في رسالته: «لو كانوا (المهاجمون) يهتمون بأشقائهم السوريين لامتنعوا عن إلقاء هذه الأطعمة علينا ليقدموها بدلاً من ذلك لهؤلاء السوريين الذين ليس لديهم ما يكفيهم من طعام. ويا لها من مفارقة أن تسمح الحكومة السورية لتظاهرة مناهضة للولايات المتحدة بالتحرك بحرية، بينما يقوم شبيحتها من رجال الأمن بضرب محتجين سلميين يحملون أغصان الزيتون في مكان آخر». ونفت السفارة الأميركية في سورية أن تكون زيارة فورد لحماة، التي تزامنت مع زيارة مماثلة من السفير الفرنسي، تحمل أبعاداً سياسية، وقالت إن فورد ذهب إلى هناك ليتابع المظاهرات بنفسه في موقع الحدث. وقال مسؤول في السفارة: «الأمر بسيط جداً بالنسبة لنا. في واقع الأمر لا يوجد مراقبون دوليون أو وسائل إعلام مستقلة في هذا البلد». واستطرد: «السفير كان واحداً من بين عدد من الأشخاص بوسعهم الذهاب. لقد رأى بعينيه... لم يكن هناك سلاح واحد».