بيروت - رويترز - كان روبرت فورد السفير الأميركي في دمشق في قلب الأحداث المتلاحقة والتوترات بين الولاياتالمتحدة وسورية والتي وصلت إلى حد إعلان واشنطن أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته وتعرض السفارة الأميركية في سورية للهجوم. وفي لفتة تضامن غير معتادة مع المتظاهرين، زار فورد مدينة حماة الأسبوع الماضي. ونظمت المدينة عدداً من أكبر المظاهرات طوال 14 أسبوعاً من الاحتجاجات. واستقبل سكان حماة فورد بأغصان الزيتون والورود لدى وصوله إلى المدينة. لكن في مطلع الأسبوع احتشد أنصار النظام في قلب دمشق لإدانة زيارة فورد لحماة بوصفها تدخلاً في الشؤون الداخلية لسورية وألقوا البيض والطماطم والحجارة على السفارة. ودان فورد في رسالة مشحونة نشرها على فايسبوك الهجوم على السفارة وبرر الاحتجاجات التي تعم البلاد. وقال في رسالته «لو كانوا (المهاجمون) يهتمون بأشقائهم السوريين لامتنع المحتجون عن إلقاء هذه الأطعمة علينا ليقدموها بدلاً من ذلك لهؤلاء السوريين الذين ليس لديهم ما يكفيهم من طعام. ويا لها من مفارقة أن تسمح الحكومة السورية لتظاهرة مناهضة للولايات المتحدة بالتحرك بحرية بينما يقوم شبيحتها من رجال الأمن بضرب محتجين سلميين يحملون أغصان الزيتون في مكان آخر». ويبدو أن رسالة فورد زادت من حنق أنصار النظام فهاجمت حشود السفارة الأميركية والمقر الشخصي لإقامة فورد يوم الاثنين. ونفت السفارة الأميركية في سورية أن تكون زيارة فورد لحماة التي تزامنت مع زيارة مماثلة من السفير الفرنسي لها أبعاد سياسية، وقالت إن فورد ذهب إلى هناك ليتابع المظاهرات بنفسه في موقع الحدث. وقال مسؤول في السفارة «الأمر بسيط جداً بالنسبة لنا. في واقع الأمر لا يوجد مراقبون دوليون أو وسائل إعلام مستقلة في هذا البلد». واستطرد «السفير كان واحداً من بين عدد من الأشخاص بوسعهم الذهاب. لقد رأى بعينيه... لم يكن هناك سلاح واحد». وكان فورد الذي بدأ يشغل مناصب دبلوماسية في الخارج منذ عام 1985 وعمل من قبل سفيراً للولايات المتحدة في الجزائر قد وصل إلى دمشق في كانون الثاني (يناير) منهياً فجوة استمرت خمسة أعوام. فواشنطن لم تعين سفيراً لها في سورية منذ عام 2005 حين سحبت سفيرها من دمشق عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت وهو حادث اتهمت سورية في بادئ الأمر بالتورط فيه وهو ما نفته دمشق.