تبدو المحطات اللبنانية بإنتاجاتها المحلية وما تعرضه على شاشاتها في شهر رمضان المبارك، بعيدة عن المنافسة وكأن الشهر الذي يشهد أعلى نسبة من المشاهدة التلفزيونية فاجأها قبل أن تعد له العدة. فلا أعمال درامية تنافس ولو بالحد الأدنى الأعمال المصرية والسورية وحتى الخليجية منها التي دخلت منذ سنتين على خط المنافسة، ولا حتى برامج يومية أو سهرات من وحي المناسبة كما درجت عليه العادة في السنوات الأخيرة، باستثناء برامج سطحية خفيفة، بالكاد تجد من يتابعها في زحمة ما يعرض على الشاشات العربية. تلفزيون «المستقبل» الذي يرفع منذ سنوات شعار «الشاشة الأفضل للشهر الأفضل» يعرض سلسلة برامج يومية أقل ما يمكن أن يقال فيها انها أعدت على عجل، لحشو ساعات البث الطويلة، الى جانب الأعمال العربية المستوردة، التي احتلت ساعات الذروة. فمن برنامج «آخر خبرية» الذي يقدمه المذيع ميشال قزي، والذي يعالج فيه مواضيع سبق ان طرحت في برامج مشابهة الى برنامج «غلطة مونتاج» مع ميشال عشي الذي يعتمد على اقتطاع مقاطع من مقابلات فنية وسياسية، ووضعها في غير موقعها للعب على الكلام، الى برنامج «رمضان بالليل» الذي تحاول من خلاله المذيعة زينة جانبية نقل اجواء السهرات الرمضانية التي غلب عليها الهدوء والسكون هذا العام، تبدو خارطة برامج رمضان في تلفزيون «المستقبل» غائبة عن أجواء المنافسة والابتكار مع قليل من الجهد المبذول لإيجاد أفكار جديدة تجذب المشاهد العربي. أما الفضائية اللبنانية «ال بي سي»، فلا تختلف مضامين برامجها التي اعدت هي الأخرى على عجل ايضا، لا تختلف عن برامج تلفزيون «المستقبل» باستثناء ادراجها برنامجين يعتمدان على المسابقات والربح، مع المذيع طوني خليفة في استعادة للبرنامج اليومي «شيك على بياض»، ونجم ستار أكاديمي 2 هشام الذي يضفي على برنامجه جوا مرحا بفضل شخصيته الطريفة، رغم الفكرة المستهلكة التي يقوم عليها البرنامج. في تساؤل بسيط «ماذا يعرضون وماذا نعرض»، تبدو المحطات اللبنانية بعيدة عن أجواء شهر رمضان بسبب انشغالها بالبرامج السياسية التي عادت لتتصدر اهتمام المشاهد اللبناني مع المرحلة الدقيقة التي يشهدها لبنان. مصدر في المؤسسة اللبنانية للإرسال اوضح ان برامج رمضان هذا العام لم تأخذ حيزا هاما من اهتمام ادارات التلفزيونات اللبنانية بسبب انشغالها بالمرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، حيث كانت المحطتان الأبرز في لبنان مطمئنتين الى غياب عنصر المنافسة فيما بينهما، فلم تعمد أي منهما الى بذل جهد اضافي.