تنطلق في 19 تموز (يوليو) الجاري فعاليات مهرجان المسرح القومي، في دورته السادسة، ليكون أول مهرجان ثقافي يقام في مصر بعد الثورة، بعدما ألغي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان المسرح التجريبي. ويؤكد مدير المهرجان، المخرج ناصر عبد المنعم، إلغاء الجوائز المالية في هذه الدورة من المهرجان للحدّ من نفقاته، والاكتفاء بالدروع وشهادات التقدير، علماً أن من الوارد العودة إلى تقديم جوائز مالية في دورات مقبلة. وفي الدورات السابقة، كان صندوق التنمية الثقافية هو الذي ينظم المهرجان، لكن بعد فصل الآثار عن وزارة الثقافة انكمشت موارد الصندوق، ومن هنا نشأت فكرة أن تقوم وزارة الثقافة بهذه المهمة. وستتولى الهيئة العامة للكتاب إصدار المطبوعات، فيما سيعنى المركز القومي للمسرح بإعداد كتيبات عن المكرّمين، وستهتم الهيئة العامة لقصور الثقافة بمتابعة عروض الأقاليم المشاركة في المهرجان، أما البيت الفني للمسرح فسيتولى تجهيزات المسارح التقنية. وبالتالي، لم تعد هناك موازنة خاصة بمهرجان المسرح القومي الذي ينظّم هذه السنة بعد عناء، إذ ظلت لجنة المسرح في المجلس الأعلى للثقافة، على مدار سنتين، تناشد وزارة الثقافة إقامة مهرجان للمسرح، وبالتالي لم يستقر الأمر على الحفاظ على ديمومة المهرجان من الناحية المالية. واتفِق على تغيير رئيس المهرجان في كل دورة، واختير المخرج سمير العصفوري لرئاسة الدورة المقبلة، كما سيتم اختيار رئيس ومدير للمهرجان من جهة غير إنتاجية، فضلاً عن أن اللجنة العليا للمهرجان ومديرها سيتبدلون كل ثلاث دورات. وانتهت لجنة المشاهدة من استعراض أعمال غير المحترفين، لاختيار المشارك منها في المهرجان. وتتكون اللجنة من هاني مطاوع رئيساً وسامية حبيب وأبو العلا السلاموني وأحمد مختار أعضاء. الى ذلك، اختارت لجنة من نشطاء المسرح المستقل، أربعة عروض مسرحية لتمثيل هذا التيار في المهرجان القومي للمسرح. و العروض المختارة هي «مقبرة جماعية» عن نص «ثورة الموتى» (إعداد هاني موريس وتقديم فرقة الملحمة المسرحية)، وهو العرض الذي حاز أكبر عدد من أصوات لجنة التحكيم، إذ يتماشى مع الحراك الاجتماعي الراهن في مصر. أما العرض الثاني فهو «ثورة الزنج» (تأليف الشاعر الفلسطيني الراحل معين بسيسو)، فيما يحمل العرض الثالث عنوان «سوليتير» (تأليف وإخراج داليا بسيوني) ويرصد التفاعلات التي عاشتها مؤلفة النص منذ سقوط برجي التجارة الأميركيين وحتى اندلاع الثورة المصرية. والعرض الرابع، الذي يحمل عنوان «ليلة عرض واحدة»، مستوحى من كتابات يوجين يونيسكو. ورشحت كل مؤسسة عرضاً واحداً، ومثّلها مندوب في لجنة اختيار العروض المشاركة، على ألا يكون لهذا المندوب أي علاقة مباشرة بالعرض المرشّح. كما بدأت لجنة الاختيار عملها باستبعاد كل العروض التي حملت بعض التمييز، سواء على أساس الدين أم العرق أم الجنس. كما استبعدت العروض التي تنتجها مؤسسات الدولة وتزعم أنها من إنتاج الفرق المسرحية المستقلة، وقد تقدم إلى لجنة التحكيم 19 عرضاً، تم اختيار أربعة عروض منها، وفق الاتفاق مع إدارة المهرجان.