دعت رئاسة حكومة إقليم كردستان أمس، الحكومة الاتحادية إلى تعويض ذوي ضحايا عمليات «الأنفال» التي قام بها النظام السابق ضد الأكراد في ثمانينات القرن الماضي. وفي وقت أعلن حزب «العمال الكردستاني» قتل ثمانية جنود أتراك بمكمن شمال أربيل، قُتل 3 أشقاء بقصف لطائرات تركية في محافظة دهوك. وبدأت في بلدة جمجمال في السليمانية أمس، مراسيم إحياء الذكرى الثلاثين لعميات «الأنفال» التي نفذها الجيش العراقي في إقليم كردستان في ثمانينات القرن الماضي إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وانطلقت المراسيم بمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين والحزبيين، وذوي الضحايا. وقال وزير الشهداء والمؤنفلين في حكومة كردستان محمود حاجي صالح في كلمة خلال المراسيم إن «الوزارة تبذل كل جهد لتحمل مسؤولياتها وواجباتها تجاه ذوي المؤنفلين»، مشيراً إلى أن «حكومة الإقليم وزعت أكثر من 1500 قطعة أرض على ذويهم، واستطاعت صرف منح لهم من دون ادخار»، لافتاً إلى أنه «تمت إعادة رفات 2500 شهيد من ضحايا جرائم الأنفال»، مؤكداً استمرار العمل «لإعادة أي رفات يتم العثور عليه». وقالت حكومة إقليم كردستان في بيان أمس: «تمر اليوم 30 سنة على عملية الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعب كردستان على يد النظام السابق التي كانت تهدف محو الوجود والهوية القومية الكردية واستهداف الإنسان والأرض وبيئة كردستان»، مشيرة إلى أن «حوالى 182 إنسان مدني بريء مجهولي المصير قتلوا بصورة جماعية، إضافة إلى تدمير آلاف القرى وتخريب البيئة وتحويل كردستان إلى أرض محروقة». وأمل البيان بأن «تتخذ الحكومة العراقية خطوات جادة وعملية لتعويض ذوي المؤنفلين وشعب وأرض كردستان مادياً ومعنوياً، كواجب ومسؤولية قانونية وأخلاقية على عاتقها». وشدد على أن «وحدة صفنا واتحاد الأطراف والمكونات الكردستانية، هما الضمان الوحيد لمنع تكرار أي حملة عدوانية معادية لشعبنا كالأنفال والكارثة التي حلت بأخواتنا وإخواننا الإيزيديين». ووجه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم كلمة في ذكرى عمليات الأنفال، وقال: «تصادف هذه الأيام ذكرى جريمة سافرة ونكراء يستذكرها شعبنا في عموم العراق وكردستان بشكل خاص، بألم ومعاناة مريرين، وهي جريمة الأنفال التي ارتكبها قادة النظام البعثي البائد وما نجم عنها من حملة إبادة جماعية تعد بين أبشع الجرائم في تاريخ شعبنا والعالم». وأضاف: «لقد بلغت الدكتاتورية بهذه الجريمة ذروة كراهيتها وطغيانها واستهتارها بكل القيم الإنسانية، ناهيك عن مسؤولياتها التي لم تستخدمها إلا من أجل المزيد من الاستبداد والقهر والتدمير، حيث ذهب ضحية هذه الجريمة الغاشمة 182 ألف طفل وشيخ ورجل وامرأة تم دفن غالبيتهم وهم أحياء، فيما دمر القصف الجوي والكيماوي ما يزيد على أربعة آلاف قرية آمنة وتم اعتقال وتهجير مئات آلاف السكان العزّل». وأشار معصوم إلى أن «هذه الجريمة وسواها من الجرائم التي دأب عليها نظام الدكتاتورية المنهار، ستظل تأكيداً دائماً على أن خيار التفاهم والحوار واحترام الحقوق الدستورية هو الخيار الذي لا بديل له من أجل حياة سياسية واجتماعية يضمن معها المجتمع أمنه وسلامه واستقراره وتقدمه». إلى ذلك، أعلن الجناح المسلح ل «حزب العمال الكردستاني» قتل وإصابة ثمانية جنود أتراك بمكمن شمال محافظة أربيل. وأوضح في بيان أن «قواتنا نفذت مكمناً ضد الجيش التركي في منطقة برادوست التابعة لناحية سيدكان الحدودية شمال أربيل». وأضاف أن «المكمن أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أتراك وإصابة خمسة آخرين بجروح». وقالت مصادر أمنية كردية إن «طائرات تركية مقاتلة قصفت مناطق تابعة إلى محافظة دهوك على الحدود مع تركيا». وأوضحت أن «القصف طاول منطقتي نيروه ريكان ونيرويي وأسفر عن مقتل ثلاثة أشقاء من سكان ناحية شيلادزي القريبة».