باشر الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي أمس نشاطاً مكثفاً، على أصعدة مختلفة، سواء داخلياً لترتيب «أركان الحكم»، أو خارجياً للتصدي لمشاكل عاجلة، إذ التقى كبار موظفي رئاسة الجمهورية للإطلاع على سير العمل، والاستماع إلى آرائهم، قبل إجراء تغييرات في مواقع قيادية فيها. (للمزيد) وقبل السيسي استقالة حكومة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، بحسب ما يقضي الدستور، ثم كلّفه بتشكيل حكومة جديدة «لتنفيذ رؤية الدولة للمرحلة المقبلة». وأكد محلب أنه «لم يستقر بعد على التشكيل الجديد للحكومة وأن هناك فرصة من الوقت لاختيار عدد من الوزراء الجدد». واجتمع السيسي مع محافظ البنك المركزي هشام رامز ل «بحث السياسات النقدية، وسبل زيادة الاحتياطي النقدي واستقرار أسعار صرف الجنيه المصري». وأكد رامز للرئيس «قوة ومتانة الجهاز المصرفي واستعداده لتمويل النمو الاقتصادي المتوقع في الفترة المقبلة»، ثم اجتمع رامز مع محلب لدرس تكليفات السيسي. وعلى الصعيد الخارجي، عُلم أن مؤسسة الرئاسة ستتولى موضوع مبادرة «مؤتمر أصدقاء مصر» التي دعا إليها خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي استعداد الجامعة للمساهمة في الإعداد للمؤتمر «من أجل نجاحه». ووجه العربي الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين تقديراً لمواقفه تجاه مصر، معرباً عن أمله في أن تؤدي هذه المبادرة لمساعدة مصر في تخطي أزماتها الاقتصادية. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السيسي لزيارة روسيا، معتبراً في رسالة تهنئة أن فوزه «الباهر» في الانتخابات يدل على مكانته الرفيعة في المجتمع المصري. وقال بوتين للسيسي: «نتائج التصويت في الانتخابات الرئاسية أكدت دعم الشعب المصري لبرنامجكم المعلن بصدد اتخاذ تدابير ترمي إلى استقرار الوضع السياسي وتحقيق النمو الاقتصادي المستمر وحل المشاكل الاجتماعية بصورة فعالة». وأكد بوتين التعاون بين روسيا ومصر بشكل وثيق في معالجة المشاكل العالمية والإقليمية الملحة. كما استقبل السيسي وزير خارجية إثيوبيا تيدروس أدهانوم، في حضور نظيره المصري نبيل فهمي. وأكد السيسي للوزير الاثيوبي «عمق وخصوصية العلاقات التاريخية» بين البلدين، وأن نهر النيل يمثل «شريان الحياة الذي يربط الشعبين»، ما يفرض على قيادات ومسؤولي الدولتين «بذل كل الجهود من أجل الحفاظ» على العلاقة بين الدولتين والشعبين. وأعرب السيسي عن اقتناعه الكامل بأن «المياه يتعين أن تكون موضوعاً للتعاون وليس للخلاف، وأن الحوار البناء هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التفاهم المشترك». وطلب التعامل مع موضوع سد النهضة «بأكبر قدر من الشفافية والتفهم لمصالح كل طرف»، والتعامل الجاد مع شواغل كل طرف واحتياجاته عبر الحوار، مؤكداً أن مصر تتفهم المصالح التنموية لإثيوبيا، وذلك يجب أن يتواكب معه تفهم إثيوبي للاحتياجات المائية المصرية. من جانبه، أكد الوزير الإثيوبي أن بلاده «لا تستهدف التأثير على حصة مصر من المياه»، معرباً عن تطلعه للقاء السيسي مع رئيس الوزراء الاثيوبي أثناء القمة الافريقية التي ستعقد أواخر الشهر الجاري في غينيا الاستوائية، ووجه له دعوة لزيارة إثيوبيا، وهي الدعوة التي رحب بها السيسي، مشيراً إلى استعداده التام لتلبيتها. كما استقبل السيسي نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي وشدد على رفض مصر التام لأي تدخل خارجي في شؤون العراق.