التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة وزير خارجية إثيوبيا "تيدروس أدهانوم". وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير إيهاب بدوي في تصريح له اليوم إن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء أن نهر النيل يمثل شريان الحياة بين البلدين, الذي يربط الشعبين الإثيوبي والمصري، الأمر الذي يفرض على قيادات ومسئولي الدولتين بذل كل الجهود للحفاظ على العلاقات التاريخية بين مصر وإثيوبيا وتطويرها وتعزيزها بما يحقق المنافع المشتركة لشعبي البلدين. وأضاف بدوي أن الرئيس المصري أعرب عن اقتناعه الكامل بأن المياه يتعين أن تكون موضوعاً للتعاون وليس للخلاف، وأن الحوار البناء هو الأسلوب الأمثل لتحقيق التفاهم المشترك، وأنه لا توجد مشكلة أو تحدٍ لا يمكن حله إذا توافرت الإرادة السياسية الحقيقية للتعاون، مشيراً إلى الآفاق الرحبة المتاحة للتعاون وتحقيق المصالح المشتركة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة. وأشار المتحدث إلى أن الرئيس السيسي نوه بأن موضوع سد النهضة يجب التعامل معه بأكبر قدر من الشفافية والتفهم لمصالح كل طرف، وأن المدخل الوحيد للوصول إلى التفاهم المطلوب هو توافر الإرادة السياسية للتعاون والتعامل الجاد مع شواغل كل طرف واحتياجاته عبر الحوار، مبيناً أن مصر تتفهم تماماً المصالح التنموية لإثيوبيا إلا أن ذلك يجب أن يتواكب معه تفهم الجانب الإثيوبي للاحتياجات المائية المصرية، وحقيقة أن مصر لا تملك أي بدائل للحصول على احتياجاتها المتزايدة من المياه سوى من خلال نهر النيل الذي يمثل لمصر مصدر حياة. وأوضح بدوي أن وزير خارجية إثيوبيا أكد أن بلاده لا تستهدف التأثير على حصة مصر من مياه النيل، وأن السد يستهدف توليد الكهرباء وليس استهلاك المياه، وأن تطوير التعاون بين مصر وإثيوبيا في مختلف المجالات التنموية من شأنه أن يزيد بناء الثقة فيما بينهما على المستويين الرسمي والشعبي ما سينعكس إيجابياً على كافة مناحي العلاقات الثنائية بين البلدين. وخلص إلى القول إن الوزير الإثيوبي وجه الدعوة إلى الرئيس المصري لزيارة إثيوبيا، وهي الدعوة التي رحب بها الرئيس السيسي، مشيراً إلى استعداده التام لتلبيتها تتويجاً لما هو منتظر من تواصل بين البلدين في المستقبل القريب.