أكدت مصادر في المعارضة اليمنية ل «الحياة» أمس أن واشنطن لا تزال مترددة لجهة ممارسة ضغوط تجبر الرئيس علي عبد الله صالح على التنحي الفوري عن الحكم لنائبه عبد ربه منصور هادي أو لحكومة شراكة وطنية تتولى إدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية إلى حين إجراء انتخابات نيابية ورئاسية، في ضوء التعقيدات التي أفرزتها الأزمة الراهنة وما أحدثته من متغيرات على خريطة التحالفات السياسية والعسكرية والقبلية وتوازن القوى والتأثير بين الحكم والمعارضة. وقالت هذه المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها إن قيادات أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» فهمت من خلال محادثاتها مع مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان يومي الاثنين والثلثاء أن موقف واشنطن من الأزمة يتلخص حالياً في دعم المبادرة الخليجية لجهة نقل السلطة وحض الرئيس صالح على توقيعها فوراً باعتبارها الصيغة الأنسب لإنهاء الأزمة والخروج باليمن من دائرة الفوضى والحرب الأهلية. وأضافت أن قيادات المشترك استشفت مما طرحه برينان رغبة أميركية في حدوث تغيير، لكن ليس عبر وسائل ضغط مباشر، بل عبر توافق بين أطراف الأزمة على تعديلات جوهرية تؤدي إلى انتقال سلمي وآمن للسلطة. وأشارت إلى أن المعارضة تشعر بخيبة أمل تجاه الموقف الأميركي وأنها تدرس خيارات التصعيد حتى تحقيق أهداف الثورة الشبابية. وفي هذا السياق أكد الناطق باسم تكتل أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة محمد قحطان في تصريح إلى «الحياة» أمس أن «أحزاب المعارضة تنظر بإيجابية إلى الموقف الأميركي لجهة التأكيد على الانتقال الفوري للسلطة، وبالتالي نحن نطالب الأصدقاء الأميركيين بممارسة مختلف الضغوط لإجبار النظام أو من تبقى منه على الإسراع في الانصياع لمطالب المعارضة المتمثلة في نقل السلطة فوراً». وأضاف قحطان أن «الأميركيين يدركون تماماً أن هذه المطالب، وتحديداً ما يتعلق بنقل السلطة، أصبحت مطالب وطنية وإقليمية ودولية، وأن أي تأخير أو مراوغة إنما يزيد من الاحتقانات الشعبية، ومن التصعيد الجماهيري من أجل تحقيق أهداف الثورة الشبابية في ظل تعنت وصلف بقايا النظام وتشبثهم بالسلطة التي سقطت شرعيتها».