واشنطن- رويترز - رفضت الولاياتالمتحدة اتهامات سورية بأن السفير الأميركي لدى دمشق سعى لتحريض المحتجين في مدينة حماه وقالت إن مدنيين مسالمين يطالبون بالتغيير السياسي استقبلوا السفير بالزهور وأغصان الزيتون. وزار سفير الولاياتالمتحدة روبرت فورد حماة وعاد في اليوم التالي إلى وسط المدينة قبل ان ينظم عشرات الآلاف مظاهرات جديدة تطالب بسقوط الرئيس بشار الأسد. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية "عندما دخلنا المدينة أحاط محتجون ودودون بالسيارة على الفور ووضعوا الزهور على الزجاج الأمامي. كانوا يضعون أغصان الزيتون على السيارة. كانوا يهتفون .. يسقط النظام.." واضافت ان فورد قرر عدم البقاء حتى "لا يصبح هو نفسه القصة" وغادر قبل ان تبدأ الاحتجاجات. غير أن زيارة فورد تظل غير عادية لأن السفراء الأجانب عادة يتجنبون مجرد النظر إليهم على أنهم يتدخلون في الشؤون الداخلية للدول التي تستضيفهم. من ناحية اخرى قالت وزارة الخارجية الاميركية انها استدعت السفير السوري لدى واشنطن بعد ان تلقت تقارير قالت ان دبلوماسيين سوريين قاموا بعمليات مراقبة لاشخاص يحتجون في الولاياتالمتحدة. وقالت الوزارة امس الجمعة ان اريك بوسويل مساعد وزيرة الخارجية الامريكية استدعى السفير عماد مصطفى يوم الاربعاء بعد تقارير عن المراقبة المزعومة . واضافت انها تتحرى ايضا عن تقارير قالت ان الحكومة السورية تسعى الى معاقبة افراد عائلات سورية بسبب تصرفات ذويهم الذين يحتجون في الولاياتالمتحدة. وقالت وزارة الخارجية في بيان ان " حكومة الولاياتالمتحدة تأخذ على محمل الجد جدا التقارير التي تتعلق باي اعمال لحكومة اجنبية تحاول ترهيب افراد في الولاياتالمتحدة." واتهمت سوريا فورد بالسعي لإثارة الاحتجاجات قائلة إنه لم يحصل على تصريح بالزيارة التي وصفتها بأنها "دليل واضح على تورط الولاياتالمتحدة بالاحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الاوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا." ووصفت نولاند ذلك بأنه "محض هراء" وقالت "سبب الزيارة هو التضامن مع حق الشعب السوري في التظاهر السلمي." وقالت إن السفارة الأمريكية أخطرت وزارة الدفاع السورية قبل زيارة فورد وإنه مر عبر نقاط تفتيش سورية في الطريق. وتزامنت زيارة فورد مع زيارة قام بها السفير الفرنسي وقالت نولاند إن ذلك لم يكن منسقا. وتحدث فورد مع نحو 12 من سكان حماة وزار مستشفى يعالج مصابين في مواجهات سابقة بين محتجين وقوات الأمن. وقالت نولاند "زعمت الحكومة السورية اشياء كثيرة. زعمت ان محرضين اجانب يقفون وراء ما يحدث في البلاد ... لم يكن هذا ما شاهده (فورد). لقد شاهد سوريين عاديين يطالبون بالتغيير." وربما تبعث زيارة فورد ايضا رسالة إلى الأميركيين الذين ينتقدون سياسة الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا والذين شككوا في جدوى الاحتفاظ بسفير في دمشق في الوقت الذي تمضي فيه حكومة الأسد في حملتها ضد المحتجين. وتقول وزارة الخارجية الاميركية إن فورد الذي تولى منصبه في دمشق في يناير كانون الثاني بعد أكثر من خمس سنوات من الانقطاع في التمثيل الدبلوماسي الامريكي الكامل هناك يمكن ان ينقل بواعث القلق الامريكية بصورة مباشرة الى القيادة العليا في سوريا رغم انه لم يلتق مع الاسد منذ بدء الاحتجاجات.