فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب – رفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، اقتراحاً قدمته إيران للعمل سوياً «في طريقة مبتكرة»، شرط إلغاء الوكالة تحقيقاً في اتهامات بتنفيذ طهران برنامجاً سرياً للتسلح الذري. وتعتبر الوكالة ان التحقيق الذي تجريه في الملف النووي الإيراني، جزء من خطة عمل اتفقت عليها مع طهران في آب (أغسطس) 2007، لتوضيح مسائل حددتها الوكالة تتعلق بطابع هذا الملف. وترى الوكالة أن طهران أعاقت عملها طيلة ثلاث سنوات، فيما تعتبر إيران أن التحقيق يتعدى الشروط التي تتضمنها الخطة، مؤكدة أنها أجابت عن كلّ المسائل التي أثارتها. وأعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده مستعدة للعمل مع الوكالة «في شكل وثيق أكثر من أي وقت مضى»، إذا أنهت تحقيقها في الملف النووي. وقال بعد لقائه المدير العام للوكالة يوكيا أمانو أمس: «تعهدنا لبعضنا بعضاً مواصلة المشاورات والتفكير في طريقة مبتكرة للعمل معاً، كي نتمكن من تسوية مسألة ملفنا النووي». وأضاف: «تعهد الجانبان عقد اجتماع لخبرائهما، للتفكير في آلية جديدة حول كيفية التحرك في ما يتعلق بهذه المسألة. ولكن على الوكالة أولاً أن تعلن انتهاء المرحلة الأولى، وتسوية المسائل الست العالقة». لكن أمانو رفض ما ذهب إليه صالحي، وورد في بيان للوكالة ان «المدير العام أشار الى أنه لا يستطيع في هذه المرحلة اعتبار خطة العمل مُنجزة». وأكد البيان أن أمانو «كرر موقف الوكالة من المسائل التي لا تنفذ فيها إيران واجباتها». وفي وقت لاحق، أكد صالحي أن بلاده «لن تتخلى عن حقوقها النووية المشروعة، ولن تقصّر في التزاماتها الدولية». وقال بعد لقائه نظيره النمسوي ميكايل شبيندلغر: «الملف النووي الإيراني بلغ مرحلة أتعبت الجميع». وأقرّ بأن «إيران لا تدعي أن أوضاع حقوق الإنسان لديها مثالية، لكنها تسعى إلى النهوض بها». في غضون ذلك، دعا رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» هاشمي رفسنجاني الى «التفاوض مع الولاياتالمتحدة، من الند للند وفي إطار الاحترام المتبادل». وقال ان الرئيس محمود أحمدي نجاد «كسر محظور المفاوضات مع الولاياتالمتحدة»، لكنه اكتفى ب «بعث رسائل الى المسؤولين الأميركيين، لم يردوا عليها». وأضاف: «الأميركيون بعثوا خلال رئاستي (1989-1997) بمؤشرات تؤكد أنهم يريدون تليين موقفهم، لكننا رددنا بطريقة باردة، لأننا كنا نتمثل موقف المرشد (علي خامنئي) الذي لم يكن يؤيد» تطبيعاً مع الولاياتالمتحدة. وانتقد رفسنجاني السياسة الخارجية التي تنتهجها طهران، لافتاً الى أن القادة الإيرانيين «يؤكدون انهم يريدون علاقات مع كل دول العالم، لكن الأمر مختلف عملياً. ليس بلا سبب، علاقاتنا بالدول المجاورة سيئة الى هذا الحد». الى ذلك، اتهمت صحيفة «جوان» التابعة ل «الحرس الثوري»، السفارة الكورية الجنوبية بالتجسس، مشيرة الى أنها تجمع معلومات استخباراتية تركّز خصوصاً على النشاطات النووية لطهران، وتأثير العقوبات الدولية والعلاقات الحدودية مع أفغانستان.