دعا الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني في مقابلة نشرت أمس إلى مفاوضات مع الولاياتالمتحدة، وانتقد السياسة الخارجية لإيران، فيما قال وزير الخارجية الإيراني أمس إنه أجرى محادثات “مثمرة للغاية” مع يوكيا امانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وان الجانبين اتفقا على العمل معا لحسم القضايا المهمة. وقال رفسنجاني في مقابلة نشرها الموقع المتخصص بالعلاقات الدولية “آي.آر.دبلوماسي.اي.ار”: “اعتقد اننا نستطيع بكل ما للكلمة من معنى التفاوض اليوم من الند للند وفي اطار الاحترام المتبادل مع الولاياتالمتحدة”. ويرأس رفسنجاني المعتدل رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يقدم المشورة لمرشد الجمهورية ويتولى حسم الخلافات بين البرلمان والحكومة. ويحتفظ ببعض النفوذ على رغم العلاقات الخلافية مع المتشددين الذين يتولون الحكم اليوم في إيران. وقال رفسنجاني المعروف باعتداله أن الرئيس محمود احمدي نجاد “كسر محظور المفاوضات مع الولاياتالمتحدة”، لكنه اكتفى “ببعث رسائل إلى المسؤولين الامريكيين لم يردوا عليها”. وذكر الرئيس الاسبق أنه حاول خلال ولايتيه (1989-1997) بدء حوار مع واشنطن لكنه اصطدم برفض من مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي. وقال ان “الأمريكيين بعثوا خلال رئاستي بمؤشرات تؤكد انهم يريدون تليين موقفهم، لكننا رددنا على ذلك بطريقة باردة لاننا كنا نتمثل موقف المرشد الذي لم يكن يؤيد” تطبيعا مع الولاياتالمتحدة. واضاف: “اعتمدت المرونة إلى حد ما لكنهم (الأمريكيين) لم ينتهجوها. لو تصرفنا مع الولاياتالمتحدة بالطريقة نفسها التي اخترناها للتصرف مع الاوروبيين لكانت المشكلات التي نواجهها اقل مما نراه”. وانتقد رفسنجاني بصورة عامة السياسة الخارجية الراهنة لإيران، واصفا اياها بأنها “غير ملائمة” وافضت إلى “علاقات سيئة” بين طهران وبلدان المنطقة. واعتبر رفسنجاني أن القادة الإيرانيين “يؤكدون انهم يريدون علاقات مع كل بلدان العالم، لكن الامر مختلف عمليا. ليس بلا سبب علاقاتنا بالبلدان المجاورة سيئة إلى هذا الحد”. الى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي انه تم التوصل إلى نتائج “ايجابية” خلال الاجتماع الذي عقد في فيينا مع امانو. وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد حث إيران مرارا على زيادة تعاونها مع الوكالة لتهدئة المخاوف الدولية من برنامجها النووي. وقال صالحي للصحافيين بعد الاجتماع “تعهد الجانبان بأن يجلس الخبراء معا للتفكير في آلية جديدة.. وان يستمر عملنا وجها لوجه فيما يتعلق بهذه المسألة”. وتشك الدول الغربية في سعي إيران لامتلاك اسلحة نووية وتنفي طهران الاتهام وتقول ان برنامجها هو لتوليد الطاقة الكهربائية. وأعلنت إيران الشهر الماضي انها ستنقل انتاجها لليورانيوم عالي التخصيب إلى منشأة تحت الارض وتزيده ثلاثة امثال في تحد زاد من شعور الغرب بالقلق من نوايا إيران.