أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس محادثات موسعة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر الإليزيه حيث استقبله بحفاوة. وتلى المحادثات اجتماع منفرد، تبعه عشاء دعا إليه ماكرون رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. وأعلن ولي العهد السعودي أن المملكة تهدف إلى أن تكون نقطة محورية للقارات الثلاث، قائلاً: «لم نستغل سوى 10 في المئة من إمكاناتنا»، فيما أكد ماكرون دعم المملكة في إنجاح مشروع ولي العهد الإصلاحي، لافتاً إلى أن العلاقة بين السعودية وفرنسا تبنى على رؤية مشتركة. وقال الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه أمس، بعدما شهدا توقيع اتفاقين حكوميين بين السعودية وفرنسا، ليصبح إجمالي ما أبرم بين البلدين 38 اتفاقاً بين القطاعين العام والخاص بقيمة تفوق 20 بليون دولار، إن إيران تدعم الإرهاب وتعمل ضد مصلحة السعودية، مشيراً الى أن إيران «لم تستثمر الأموال لازدهار الشعب وإنما لنشر الأيديولوجيا». وأيد ماكرون ما قاله ولي العهد عن إيران وضرورة التصدي لتوسعها في المنطقة، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي مع طهران غير كامل «ونريد أن نستكمله على أن يشمل حظر الصواريخ» البالستية. كما شدد على أن بلاده لا تريد تدخلاً إيرانياً في الانتخابات العراقية التي ستجرى في العراق. وأكد أن بلاده «لن تسمح بأي نشاط بالستي في اليمن يهدد أمن السعودية واستقرارها وسلامة شعبها»، وقال: «نقف مع السعودية ونتبادل المعلومات لمواجهة خطر الصواريخ الحوثية». وأشار ولي العهد إلى أن المملكة مستعدة للعمل مع حلفائها في أي عمل عسكري في سورية إذا تطلب الأمر، فيما لفت الرئيس الفرنسي إلى أن بلاده لا تريد أي تصعيد للوضع في المنطقة وستواصل تبادل المعلومات مع حلفائها وستعلن خلال أيام قرارها في شأن سورية. وقال ماكرون: «لدينا خطوط حمر في ما يتعلق باستخدام السلاح الكيماوي في سورية»، مضيفاً أن الأولوية في سورية هي لمحاربة «داعش» والتنظيمات الإرهابية، ومشدداً على ضرورة العمل الإنساني بالتعاون مع الأممالمتحدة. وتابع: «لدينا رغبة مشتركة مع السعودية لدعم لبنان»، و «نحتاج ركائز دولية لمكافحة الإرهاب وقطع مصادر تمويله». وأشار إلى أنه قبِل دعوة نقلها ولي العهد السعودي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة السعودية. وزاد أن فرنسا لديها اتفاقات تسليح مع السعودية «وهذا ليس سراً»، إن أي بيع للمعدات العسكرية يتم وفق معايير تحترم القانون الدولي. وأعلنت الرئاسة الفرنسية إنه بعد نجاح مؤتمر «سيدر» لدعم اقتصاد لبنان وبما أن ولي العهد يقوم بزيارة رسمية لباريس، قرر ماكرون دعوة الحريري إلى عشاء الإليزيه لإجراء محادثات على هامشه. وتابعت مصادر الرئاسة أن السعودية شريكة مهمة جداً للبنان مثلما أظهرت في مساهمتها بتمويل قدره بليون دولار للبنان خلال مؤتمر «سيدر». وتابعت الرئاسة أن ماكرون والأمير محمد بن سلمان والحريري «سيتطرقون إلى استقرار الشرق الأوسط، وإلى مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والثقافي». وبالتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي اختتم ملتقى الرؤساء التنفيذيين السعودي- الفرنسي في باريس أعماله بتوقيع 20 مذكرة تفاهم بين الشركات بقيمة تتجاوز 67 بليون ريال (18 بليون دولار)، أهمها اتفاقان في قطاع الطاقة بين شركة «أرامكو» السعودية و «توتال» الفرنسية، الأول بقيمة 7.2 بليون دولار لإنشاء مجمع بتروكيماويات عالمي جديد بالشراكة مع «ساتورب»، والآخر تجاري بقيمة ثلاثة بلايين دولار. وأعلن «طيران ناس»، الطيران الحائز على جائزة الناقل الوطني والطيران الاقتصادي الرائد في الشرق الأوسط، والذي أسسه الأمير خالد بن سلطان، توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «CFM» الدولية، المورد الرائد لمحركات الطائرات التجارية، لشراء محركات «LEAP-1A» (راجع ص11). ووقعت المذكرة في فرنسا في حضور عايض الجعيد رئيس مجلس إدارة شركة «طيران ناس»، وبندر المهنا الرئيس التنفيذي للشركة، وفيليب كوتو نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات والتسويق في شركة» Safran\CFM» الدولية. وتبلغ قيمة الاتفاق 6.3 بليون دولار. ووقعت «إثراء» مذكرة تفاهم مع مركز «بومبيدو» للتعاون في تنظيم المعارض وتطوير المتاحف. وأبرمت شركة «سابك» للبتروكيماويات اتفاقي تعاون في مجال توطين الوظائف والتكنولوجيا مع شركتي «SchinderElectric» و«Orange».