أعلنت الحكومة الروسية أنها ستدعم الشركات المستهدفة بعقوبات فرضتها الولاياتالمتحدة الجمعة الماضي، وأدت الى تراجع سعر صرف الروبل في مقابل الدولار إلى أدنى مستوى منذ أواخر العام 2016، كما هوَت مؤشرات السوق الروسية بنحو 10 في المئة، فيما انهارت أسهم شركة «روسال»، عملاق صناعة الألومنيوم الذي طاولت العقوبات الأميركية مالكه البليونير أوليغ ديريباسكا. وكانت العقوبات الأميركية استهدفت الحلقة الضيقة المقرّبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطاولت 7 «أوليغارشيين» بارزين، و12 شركة يملكها هؤلاء أو يسيطرون عليها، إضافة إلى 17 مسؤولاً روسياً بارزاً والشركة الروسية الحكومية المصدرة للأسلحة (روسوبورونكسبورت). ووضعت واشنطن الأمر في اطار ردّ على «نهج وقح للحكومة» الروسية و»نشاطات خبيثة لتقويض ديموقراطيات غربية». واعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف العقوبات «مشينة نظراً الى عدم قانونيتها ولانتهاكها كل الأعراف»، مضيفاً أن الكرملين يبحث بتمعّن تأثيرها على الأسواق الروسية. وتابع: «الوقت ضروري للتحليل، لفهم حجم الضرر الحقيقي، ولتحديد خطوات لتصحيح الوضع». ووصف رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف العقوبات الأميركية بأنها غير مقبولة وغير قانونية، مشدداً على أن موسكو تحتفظ بحق الردّ. وأمر الحكومة بإعداد تدابير لدعم الشركات الروسية المدرجة على لائحة العقوبات. وأعلنت الحكومة الروسية أنها ستدعم الشركات المستهدفة، اذ قال نائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش: «إذا تدهور وضعها في الظروف الحالية، فسندعمها». واستدرك أن «هذه الشركات تحظى أساساً بدعم متواصل». تزامن ذلك مع معلومات افادت بأن الولاياتالمتحدة تدرس تشديد العقوبات على روسيا، اذ نقلت صحيفة «كوميرسانت» عن مصادر في واشنطن، أن مستشار الأمن القومي الجديد في البيت الأبيض جون بولتون، المعروف بتشدده تجاه موسكو، يؤيّد فرض عقوبات جديدة على خلفية الهجوم الكيماوي في سورية. وتراجع سعر صرف الروبل في مقابل الدولار إلى أدنى مستوى منذ أواخر العام 2016، فيما هوت مؤشرات السوق الروسية بنحو 10 في المئة. وانخفضت أسهم أبرز مصرفَين في روسيا، «سبيربنك» و«في تي بي»، بنسبة 17.3 و9.1 في المئة، علماً ان «سبيربنك» المملوك للدولة يُعتبر مقياساً لوضع الاقتصاد الروسي. كما خسرت شركة «روسال» للألومنيوم نصف قيمتها في بورصة هونغ كونغ، وتراجعت أسهمها المدرجة في بورصة موسكو بنسبة 27.7 في المئة. وبلغت خسارتها أكثر من 3.5 بليون دولار، علماً أنها تؤمّن نحو 7 في المئة من الإنتاج العالمي. وحذّرت «روسال» من أن العقوبات الأميركية «قد تؤدي إلى عجز عن الدفع في ما يتعلّق بالتزامات ائتمانية»، ورجّحت أن «يكون تأثيرها ضاراً لأعمال الشركة وآفاقها». ومع انهيار البورصة، تراجعت ثروات أغنى 50 رجل أعمال في روسيا بنحو 12 بليون دولار أمس، وفق تقديرات مجلة «فوربس». وخسر ديبريباسكا نحو ثلث ثروته في يوم واحد، اذ تراجعت من 6.7 إلى نحو 4 بلايين دولار. وحذر من «إفلاس تقني» لمجموعة «إي إن بلس» التي تدير أصوله، وعجز عن إيفاء التزاماتها، ما قد يسبّب فوضى كبرى في أسواق المعادن العالمية. الى ذلك، قالت فيكتوريا سكريبال، قريبة يوليا سكريبال التي سُمِمت مع والدها سيرغي، الجاسوس الروسي المزدوج السابق، في بريطانيا أخيراً، ان يوليا تسعى الى الحصول على لجوء سياسي. تزامن ذلك مع استقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الديبلوماسيين الذين طردتهم دول غربية بسبب ملف سكريبال، مؤكداً ان بلاده «لن تذعن إطلاقاً للتهديدات». واضاف: «لا يمكن أحد أن يخاطب روسيا بهذه اللهجة».