شكّل منح السعودية الروبوت «صوفيا» جنسيتها، تحولاً رمزياً للتوجه السعودي نحو الأخذ بأسباب التقنية، وجعلها مفصلاً في مشاريعها المستقبلية، وحفز شبابها. لكن ترجمة ذلك التوجه لم يتأخر طويلاً، إذ نظمت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) أخيراً، بقيادة رئيسها الدكتور غسان بن أحمد السليمان، جلسة نقاش مع الدكتور سكوت كرمب مخترع تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (FDM)، بوصفه أيضاً الشريك المؤسس لأكبر شركات الطباعة في العالم، للتعريف بأحدث تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وحفز إنشاء مؤسسات محلية صغيرة في المستقبل يمكنها تقديم الخدمات للمجتمع الصناعي في المملكة، وزيادة المحتوى التقني السعودي. وشهدت الجلسة، تعريفاً بتقنية الطباعة الثلاثية ومجالات تطبيقها في الصناعات التحويلية بالمملكة، وإمكان الاستفادة منها في تأسيس مؤسسات صناعية ناشئة تعتمد على تقديم خدمة صناعة النماذج الأولية المعدنية والبلاستيكية والكربونية، ومعرفة إمكان تطبيقها في الخدمات المساندة لإنتاج المواد، مثل القطع البلاستيكية الداخلة في صناعة الطائرات، والمحركات والمرافق الهندسية. وأوضح مستشار محافظ الهيئة الدكتور محمد الأنصاري، أن (منشآت) تهدف من تنظيم هذه الجلسة إلى دعوة أصحاب القرار ورؤساء الشركات الصناعية للتعرف على مجالات استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، وإمكان تكوين صناعة مستقبلية تعتمد على هذه التقنية في تقديم نماذج أولية وقطع غيار للعدد من الصناعات. وبين الأنصاري أن الجلسة شهدت مشاركة رؤساء شركات وخبراء تقنية ومنظومات حكومية وصناعية للتعرف على التقنية، وكيفية دخولها النسيج الصناعي والتجاري، مشيراً إلى أن الشركة التي أسسها كرمب تمتلك أكثر من 250 ألف طابعة لدى عملائها حول العالم، وتمثل 90% من الطابعات الموجودة عالمياً وتعد من أسهل التقنيات لإنتاج المواد. أما الرئيس التنفيذي لشركة «تقنية» للتصنيع الرقمي الدكتور محمد الماجد، فقدم عرضاً عن أثر تقنيات التصنيع وسلاسل الإمداد، مبيناً أنها تمثل أحد أهم أعمدة الثورة الصناعية الرابعة، متناولاً أهمية تطوير الكوادر الوطنية المؤهلة، وخصوصاً أن الصناعة الرابعة تتيح فرصاً عظيمة للمشاركة في الصناعة العالمية.