تراجع التبادل التجاري بين الصينوكوريا الشمالية في شكل دراماتيكي في الأشهر الأولى من العام 2018، ما اعتُبر ضغطاً كبيراً على بيونغيانغ دفعها إلى فتح قنوات ديبلوماسية للخروج من هذه الدوّامة، لا سيّما أن بكين تشكّل صمّام أمان يقي اقتصاد الدولة الستالينية من الانهيار. وأفادت أرقام لأحدث بيانات تجارية في الصين إلى أنها خفّضت في الشهرين الأولين من هذا العام وارداتها من كوريا الشمالية، بنسبة 78.5 و86.1 في المئة، وهذا تراجع بدأ أواخر العام 2017. كما انخفضت صادراتها إلى الشمال بنسبة 33 و34 في المئة. وتشير هذه الأرقام إلى التزام صيني أكبر بالعقوبات التي فرضها مجلس الأمن على بيونغيانغ، ما يعتبره محللون سبباً قوياً، أو ربما العامل الحاسم في دفع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى اتخاذ مبادرات ديبلوماسية مفاجئة إزاء سيول وواشنطن. وللصين أبرز حصة من تعاملات كوريا الشمالية مع العالم الخارجي، وتؤمّن شريان حياة لضروريات كثيرة تعتمد عليها بيونغيانغ لتجنّب انهيار اقتصادها. إلى ذلك، واصلت الكوريتان محادثاتهما أمس، تحضيراً لقمة مرتقبة بين كيم الثالث والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن هذا الشهر. وناقش الطرفان إقامة خط هاتفي ساخن بين الرجلين، وملفات لوجستية أخرى. وكانت الاجتماعات مغلقة، فيما لم تحدد بيونغيانغ ما سيُناقَش، سوى الخط الساخن. وأفاد مكتب مون بأن الكوريتين اتفقتا على عدم كشف مضمون محادثاتهما التحضيرية، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق. وأضاف أن مون وكيم يخططان لإجراء أول اتصال هاتفي بينهما، قبل القمة المرتقبة بينهما. وعقدت الكوريتان الأسبوع الماضي مناقشات منفصلة في شأن البروتوكول والأمن والتغطية الإعلامية للقمة، وستعقدان اجتماعاً واحداً على الأقل لمناقشة ملفات مرتبطة بجدول أعمال القمة. كما على مسؤولي الشطرين تحديد كيفية وصول كيم إلى الجانب الجنوبي من قرية حدودية، للمشاركة في القمة. وتساءلت وسائل الإعلام الجنوبية هل سيعبر كيم خط ترسيم الحدود العسكرية الذي يقسّم البلدين، في بادرة رمزية للسلام. كما على الكوريتين أن تقررا عدد المرات التي سيجتمع فيها كيم ومون في 27 الشهر الجاري، وهل ستُبثّ أجزاء من القمة مباشرة على الهواء. في غضون ذلك، وصفت بيونغيانغ الرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية بارك غيون هي بأنها «خائنة» ومسؤولة عن «عمليات فساد ضخمة»، في أول تعليق على حكم بسجنها 24 عاماً، بعد إدانتها بالفساد. وكانت العلاقات بين الكوريتين سيئة في عهد بارك التي انتهجت سياسة متشددة، بعد تسريع بيونغيانغ تجاربها النووية والصاروخية عام 2016. وانتقدت وسائل الإعلام الشمالية بارك، مستخدمة ألفاظاً مسيئة. وفي حزيران (يونيو) الماضي، تعهدت الدولة الستالينية إعدام بارك ورئيس أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية، بعدما اتهمتهما بالتخطيط لاغتيال كيم، وهذا ما نفته سيول.