لم تُسجل أي تظاهرات لافتة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر أمس، على رغم تنصيب غريمهم وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي رئيساً للبلاد. واكتفى الإخوان بتنظيم سلاسل بشرية ومسيرات شهدت مشاركة محدودة من أنصارهم، في قرى نائية وداخل تجمعات سكنية غير مؤثرة، ولم يسعوا إلى الاحتشاد في أي ميدان أو شارع رئيسي، ولا حتى في الجامعات التي اعتبرت الرافد الرئيسي لتظاهرات الإخوان منذ أشهر. ورد الإخوان على تنصيب السيسي رئيساً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بتدوينات سخروا فيها من حفل التنصيب، وتوعدوا الحكم الجديد بتصعيد «الثورة» حتى «عودة مرسي». ونقلت الصفحة الرسمية لحزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للإخوان، على «فايسبوك» تدوينات شخصيات إعلامية وسياسية موالية للجماعة، تنتقد السيسي والجيش. ومما روجت له صفحة الحزب على «فايسبوك» ونشره أنصار الإخوان بكثافة على صفحاتهم، تعليق رئيس حزب «غد الثورة» السابق السياسي أيمن نور على قسم السيسي اليمين الدستورية، الذي ذكر فيه بقسم السيسي يمين توزيره أمام مرسي، وسخرية القيادي في حزب «الوسط» حاتم عزام من مستوى الحضور الغربي في حفل تنصيب السيسي، ومقارنة القيادي في حزب «الوسط» محمد محسوب بين الاحتفالات الشعبية بتنصيب مرسي والسيسي. ونشرت صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع الجماعة على الإنترنت، صوراً لتظاهرات قالت إنها اندلعت أمام سفارات مصر في الخارج احتجاجاً على رئاسة السيسي، بدا الحضور فيها ضعيفاً، ومقاطع مصورة لعشرات المواطنين يقفون على طرق سريعة يرفعون صوراً لمرسي، ومقاطع فيديو (كليبات) لمرسي وهو يُقسم اليمين الدستورية أمام المتظاهرين في ميدان التحرير، ويفسح الحرس ليفتح سترته للحشود. ولم تُسجل أيضاً أي تفجيرات للجماعات المسلحة في مصر، لكن جماعة «أنصار بيت المقدس»، التي تُعد من أنشط المجموعات المسلحة، أبت أن تمر المناسبة من دون ذكر لها، فنشرت فيدو مصوراً مدته أكثر من 15 دقيقة توضح فيه مراحل استهدافها لمبنى الاستخبارات العسكرية في مدينة الإسماعيلية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وهو الحادث الذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة نحو 10 آخرين. وبدأ «الكليب» بصور لمبنى الاستخبارات وصوت لرجل يتلو آيات من القرآن الكريم، ثم مقاطع من فض اعتصام آلاف من أنصار مرسي في «رابعة العدوية» في 14 آب (أغسطس) الماضي، وجزء من جلسة لمجلس الشيوخ الأميركي يتحدث فيه نواب وقادة عسكريون عن التعاون بين الجيشين المصري والأميركي، بعدها ظهر رجل مُقنع يرتدي ملابس سوداء ومدجج بالأسلحة، عُرف بأنه «القائد العسكري» وأمامه لوحة لخريطة موقع مبنى الاستخبارات، ويشرح لأشخاص لم يظهروا في «الكليب» كيفية استهداف المبنى بسيارة مُفخخة، تركها قائدها أمام المبنى قبل أن يفر بصحبة آخر على دراجة بخارية. وظهر على الجدران علم تنظيم «القاعدة»، وأسلحة آلية وقذيفة «آر بي جي»، وفي نهاية الشريط ظهر انفجار مبنى الاستخبارات.