تتجه روسيا إلى التعاون مع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، «بموجب ترتيب معيّن» في ما يخصّ خفض الإنتاج، وفق ما أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك. وتوقع أن «يصبح لأجل غير مسمى»، لدى انقضاء اتفاق تقليص الإنتاج في نهاية هذه السنة. يُذكر أن «أوبك» ومنتجين آخرين، في مقدمهم روسيا اتفقوا على كبح الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية هذه السنة، بهدف تقليص مخزون النفط. ويبدي أطراف «قلقاً» مما سيحصل في سوق النفط حين ينتهي أجل الاتفاق. ولم يستبعد نوفاك، أن «يكون الاتفاق لأجل غير مسمى»، في إشارة إلى التعاون المستقبلي مع «أوبك» فور انتهاء فترة الاتفاق الحالي. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعلن ل «رويترز» الشهر الماضي، أن موسكو والرياض «تدرسان اتفاقاً لتمديد تحالف قصير الأمد»، لخفض إنتاج النفط بدأ في كانون الثاني (يناير) 2017 بعد انهيار أسعار الخام. وجدد نوفاك اقتراحه القاضي ب «إنشاء منظمة مشتركة مع «أوبك»، لتسهيل الجهود المشتركة في سوق النفط العالمية، وقال: «قد تكون هذه منظمة دولية في جوهرها على نحو ما، ربما تجتمع مرة كل نصف سنة وتبحث في وضع سوق النفط، وتضم دول «أوبك» والدول غير الأعضاء في المنظمة». ولم يغفل أيضاً «احتمال انضمام منتجي نفط كبار آخرين إلى المنظمة»، لكن لم يشِر إلى أن الولاياتالمتحدة «قد تكون من بين المنضمين» إلى المنظمة. ولا يُستبعد أن يتخطى إنتاج الولاياتالمتحدة النفطي 11 مليون برميل يومياً في نهاية هذه السنة، بسبب طفرة إنتاج النفط الصخري ما يجعلها أكبر منتج في العالم. ويُعد ارتفاع إنتاج النفط الأميركي، الذي يؤثر سلباً على أسعار الخام، مصدر قلق ل «أوبك» وروسيا. ورجح نوفاك «حضور وزير الطاقة الأميركي ريك بيري ونظيره السعودي خالد الفالح، المنتدى السنوي الاقتصادي الروسي»، المقرر أن يعقد في مدينة سان بطرسبرغ. كما يلتئم الاجتماع الوزاري المقبل بين «أوبك» والمنتجين المستقلين في حزيران (يونيو) المقبل في فيينا. وأوضح نوفاك أن «إجراء تعديلات على اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي، مثل تعديل حصص إنتاج الخام، ربما يُطرح في محادثات المشاركين في الاجتماع». وفي الأسواق، انخفضت أسعار النفط أمس، بعدما تجددت المخاوف من نشوب حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، نتيجة تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين. وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم حزيران المقبل، 45 سنتاً أو 0.66 في المئة ليصل إلى 67.88 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أيار (مايو) المقبل 41 سنتاً أو 0.65 في المئة بالغاً 63.13 دولار للبرميل. وفي وقت ينتاب القلق أسواق النفط بفعل الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، لا يتوقع المراقبون أن يسجل الخام تراجعاً ملحوظاً، في ظل مؤشرات على تقلص الإمدادات. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن مخزون النفط تدنى 4.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات المحللين بزيادة قدرها 246 ألف برميل. وفي أسواق النفط الآسيوية، لفت تجار النفط إلى الكيفية التي حددت بها السعودية أسعار البيع الرسمية في أيار المقبل، بعدما رفع أكبر بلد مُصدّر للخام في العالم وعلى غير المتوقع، أسعار بيع الخام العربي الخفيف لشركات التكرير الآسيوية. إذ عدلت «أرامكو السعودية» عن معادلتها التسعيرية المعتادة من خلال زيادة سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في أيار، بواقع عشرة سنتات للبرميل إلى علاوة قدرها 1.20 دولار للبرميل فوق متوسط الأسعار المعروضة لخامي عُمان ودبي. وكان المتعاملون في السوق، يتوقعون خفضاً يتراوح بين 50 سنتاً للبرميل و60 سنتاً، في مسح أجرته «رويترز»، ونُشرت نتائجه في وقت سابق من هذا الأسبوع.