دشنت أرامكو السعودية» مهرجانها الصيفي، بعمل «ملحمي»، يعكس قصة هذه الشركة، منذ نشأتها قبل ثمانية عقود، وحتى الآن، وذلك من خلال اوبريت شعري، يعتمد على أحداث متسلسلة درامياً، بدءاً من رحلة التنقيب عن النفط في الظهران في العام 1937، ويستحضر معاناة البحث، وأيضاً الإصرار على البحث والعمل، وتفاعل أبناء المملكة والمنطقة الشرقية، مع هذا المنجز، ومساهمتهم في بناء هذا الصرح. ويوجه اوبريت «كنز الصحراء»، رسائل متعددة، منها أن الشركة «ليست شركة للنفط وصناعاته فقط، بقدر ما تسهم أيضاً في صناعة الحضارة والمشهد الثقافي، من خلال ما تقدمه، ومنها مركز «الملك عبد العزيز الثقافي العالمي». ومن الرسائل أيضاً «سمة الوفاء من الشركة لكل من ساهم ويسهم في صناعة هذا المجد». وكذلك تتابع الأجيال على الشركة وتبنيها لهم، بالتطوير والتحديث. إضافة إلى «حب العمل لأجل الإنسان نفسه، ولخدمة وطنه». ويجسد الاوبريت، الذي ألفه الدكتور سامي الجمعان، ولحنه عادل الخميس، وأخرجه زكريا المؤمني، ووزعه موسيقياً عبدالله بوسيف، مدى تعلق ابن هذه الأرض بها، وحبه لها، في دعوة للعمل، مهما كان في بداياته «بسيطاً»، إلا انه قد يصبح «منجزاً حضارياً». وتنافست لوحات الاوبريت الفنية على اقتسام الإبداع، عبر سلسلة درامية اختزلت تلك المرحلة، بحوارات معبرة، بالتزامن مع ألحان سايرت النص الكتابي في شكل سلس، من دون الإخلال في مضمون الفكرة الرئيسة للعمل. وظهرت حركات وأداء الممثلين «متناسقة»، بمن فيهم الأطفال. كما ظهر التناسق الواضح على الأزياء التي ارتداها طاقم العمل. واعتمد الاوبريت في تنفيذه على الأداء الجماعي، من خلال جوقة أطفال، وأيضاً على الفردي من الممثلين. وتنوعت الصورة (الديكور) مع تنوع الأحداث، بحسب الزمان والمكان، معتمداً على عناصر «السينوغرافيا» المنوعة، وشاشة العرض والدهشة المسرحية. وأثار الاوبريت تفاعل الحضور، وبينهم رئيس «أرامكو السعودية» خالد الفالح، الذي أكد في كلمة خلال حفلة افتتاح المهرجان، ان الشركة «أخذت على عاتقها المساهمة في تطوير المجتمع وإثرائه بجملة من المبادرات والبرامج والفعاليات، سواءً العلمية أو الاجتماعية أو الثقافية، والتأكيد على الاستثمار في الطاقة البشرية وتنمية المهارات، وإعطاء كل فرد من أفراد الأسرة كل ما يحتاجه، من برامج وفعاليات تلامس حاجاته وتشبع رغباته». وأضاف ان «فعاليات «صيف أرامكو» هذا العام، جاءت منوعة وموظفة لكثير من الأبعاد، منها الترفيهية والتثقيفية، التي تتلاءم مع الشرائح العمرية المنوعة». ويحوي البرنامج الذي تم افتتاحه في عامه الثاني، فعاليات عدة. وقال المدير العام للشؤون العامة في «أرامكو السعودية» ناصر النفيسي: «قررنا إحداث تطور نوعي كبير في البرنامج، لتقديم أفضل الفعاليات»، لافتاً إلى مشاركتهم في فعاليات الصيف في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها، منها الظهران، والرياض، وجدة، والمدينة المنورة، والأحساء، وبقيق، وأبها، ونجران، وبريدة، والجوف، والسليل. واستقطبت «أرامكو السعودية»، للمشاركة في الفعاليات، المؤسسة العالمية «ناشيونال جيوغرافيك»، لإقامة معرض لصور ومقاطع فيديو حائزة على جوائز، لمصورين وصناع أفلام وثائقية، وعلماء ومكتشفين معروفين، من خلال عروض تفاعلية، يتحدث خلالها ضيوف من خارج المملكة. وسيتمكن الشباب من خلال البرنامج تعلم رسم الخرائط الجغرافية بالطرق العلمية. فيما أكد منظمو البرنامج، أن «التعاون سيتواصل بين مركز «الملك عبد العزيز الثقافي العالمي»، وفرعي جمعية الثقافة والفنون في الشرقية والأحساء، إذ ستحفل الخيمة الثقافية في مقر البرنامج في الظهران بأنشطة ثقافية، تعكس التنوعين التراثي والثقافي في المملكة. كما سيحفل البرنامج بأنشطة تفتح الآفاق للتصوير الضوئي، وغيره من الفنون التي ستقدم للجمهور في قالب من المعارض والورش الفنية والدورات التدريبية. كما تقام على هامش فعاليات الخيمة الثقافية، قرية تراثية أعدت خصيصاً لهذا البرنامج، بمشاركة حرفيين من مناطق المملكة.