طوت «أرامكو السعودية» فعالياتها الفكرية والثقافية والتعليمية، في برنامج كان هو «الأميز» طيلة فترة صيف 2012، على أن يستكمل البرنامج ثاني أيام عيد الفطر المبارك، ولمدة 12 يوماً، بفعاليات جديدة ومنوعة. واختارت الشركة «ربوة الظهران» مقراً لإقامة ختام البرنامج الثقافي، الذي بدأ فعالياته من الأول من شهر شعبان، ولمدة 28 يوماً، استقطب خلالها 410 آلاف زائر، جذبتهم ببرامجه وفعالياته المنوعة، من ثقافية وتراثية وتعليمية ورياضية، ليلبي اهتمامات أفراد العائلة كافة. وقدم المهرجان مفاجآت عدة، وتفاصيل نالت إعجاب الجميع، وبخاصة جيل الشباب، الذين وجدوا تنوعاً فيما يطرحه البرنامج من فعاليات، مثل الدورات التعليمية للشبان والفتيات، من سن 12 إلى 17 سنة، كل أسبوع في أربعة مسارات، شارك بها أكثر من ألفي طالب وطالبة، استفادوا من الدورات المقدمة في 11 فصلاً، اندرجت ضمن أربعة أقسام هي: عبقرية، ويوريكا، والأستوديو، والحكايات. وقُدمت طوال فترة البرنامج أكثر من 50 ألف ساعة تدريبية، قدمها 92 مدرباً ومدربة، 76 منهم سعوديون. ونتج عن البرنامج تقديم أكثر من 500 مشروع، من إنتاج الطلاب والطالبات. كما تضمن البرنامج «خيمة ألف اختراع واختراع». وتقول المشرفة على الخيمة هالة الناصر: «عرفت الزائرين على عدد من رواد العلم في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، مثل المهندس الجزري، الذي اخترع نظاماً يستخدم حالياً في الآلات كافة، إضافة إلى فاطمة الفهري، الأميرة التي أسست أول جامعة حديثة، وأيضاً الطبيب الزهراوي الذي اخترع المئات من الأدوات الجراحية، والتقنيات الطبية التي ما زالت تُستخدم إلى الآن». وتستقبل القرية التراثية في المهرجان الزائر بأصوات «السواني»، و»المحالة»، و»المكرة»، إضافة إلى أهازيج، يطلقها صبية اتخذوا من القرية التراثية مقعداً لهم، وتفاصيل أخرى تأخذ الزائر صوب الماضي بحنينه وجماله، تشاركهم تلك الألعاب الشعبية النادرة تسمع عباراتهم، وهم يرددون ما كان يردده الأوائل عندما كانوا طلبة في الكتاتيب، إلى جانب صورة تحكي البساطة والعفوية عبر مشاهد درامية لألعاب شعبية قديمة، وطريقة التعليم المعروف ب «الكتاتيب». وأوضح المشرف على القرية طارق الرميح، أن الهدف منها «إبراز أصالة التراث، ورفع مستوى الوعي الجماهيري بقيمة هذا الزخم الذي يميز المملكة وشعبها المضياف». ويقف سوق القيصرية، في أحد أركان القرية، بما يحمل من منتجات تباع بداخله. ويعد السوق من أعرق وأكبر الأسواق التراثية في الخليج، والوجهة الأبرز لسكان المناطق والمحافظات والمدن السعودية ودول الخليج، الذين يرتادونه للتسوق لتنوع البضائع التي تعرض فيه، سواءً المنتجة محلياً أو التي يتم استيرادها والتي يعاد توزيعها إلى مختلف مدن وسط المملكة والخليج. وتميز السوق في الماضي بعرض منتجات الصناعات التقليدية الشعبية التي اشتهرت بها مدن وقرى الأحساء المختلفة وعلى الأخص الصناعات التقليدية التي اشتهرت بها الأحساء على مر العصور، التي استعرضتها القرية، مثل: صناعة المشالح والعبي، والدلال، والأواني، والأحذية الحساوية المحلية، والملبوسات، والمنتجات الزراعية والجلدية، والأعشاب والعطارة، وكذلك الخياطة بكل أنواعها. ويجد من يحظى بزيارة لجناح «واحة الأجيال»، كما يقول المشرف عليها عمر البدر، «حقائق علمية ماثلة لا تقبل الشك أو التخمين، حيث معرض «السعودية 2050»، المقام بالشراكة مع مدينة «الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة»، ومعرض «مشكاة في صورة تفاعلية» قدمته «أرامكو» بطريقة تشرح تأثير حفظ الطاقة والتطور التكنولوجي على طبيعة المستقبل الذي سنعيشه في هذا التاريخ. ويقول المسؤول الإعلامي عن برنامج «أرامكو الثقافي» في الظهران محمد الكليب: «أرادت أرامكو من هذا المعرض النادر في فكرته، أن تحفز جميع الزوار خاصة الصغار منهم إلى تشكيل المستقبل، وليس النظر إلى المستقبل، وذلك من خلال توضيح الدور المناط بهم في صنع مستقبل مشرق، وجميل للمملكة والعالم». وأضاف «رسخت من خلال هذا المعرض مفهوم الطاقة المتجددة، وهي تلك المتولدة من مصدر طبيعي غير تقليدي، مستمر لا ينضب، والسعي لتحويلها من طاقة طبيعية إلى أخرى يسهل استخدامها بواسطة تقنيات العصر». بدوره، ذكر المرشد العلمي في معرض «مشكاة التفاعلي للطاقة الذرية والمتجددة» المشرف على معرض «السعودية 2050» ناصر الشهري: «أن المعرض قدم 15 معروضة تتعلق بالسفر، والعمل، والمناظر الطبيعية، والمنازل، والمباني، والمدن، والأطعمة، والمركبات، تنتج رؤية علمية دقيقة تفضي إلى التعريف بتقنيات الطاقة الجديدة التي تغير معالم وسائل النقل، وتقلص مدده الزمنية، ما يساعدنا في استخدام نوع جديد من الوقود الذي يحفظ البيئة من أي آثار سلبية قد تلحق بها، بل ويسمح لنا بالسفر بصورة مستمرة، ويستطيع نقل البضائع حول العالم بيسر وسهولة متناهية».