كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز – أعلن مكتب حاكم ولاية خوست غرب افغانستان مقتل 13 مدنياً هم 8 نساء و4 اطفال ورجل واحد، في غارة جوية شنها الحلف الأطلسي (ناتو) على منزل بمنطقة دواماندا في الولاية خوست (غرب البلاد)، وأسفرت ايضاً وفق الشرطة عن سقوط 4 من مسلحي «شبكة حقاني» المتشددة احدهم قائد بارز. وأشار المكتب الى ارسال وفد للتحقيق في الحادث، في وقت افاد الحلف بأن القتلى هم افراد من عائلات المسلحين المستهدفين في «شبكة حقاني»، والذين واجهوا جنوده بقنابل واسلحة خفيفة، ما حتم طلب دعم جوي لقصف المنزل. وأثار هذا الحادث احتجاجات شهدت قطع محتجين الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى كابول، علماً ان مئات من سكان ولاية غزني (جنوب) نظموا اول من امس تظاهرة للاحتجاج على مقتل مدنيين اثنين في غارة جوية اخرى نفذها الحلف في منطقة خوجياني بولاية غزني (جنوب). وتعهد الحلف في بيان التحقيق في الحادث بالتعاون مع وزارة الداخلية الافغانية، على رغم تأكيده ان الغارة قتلت مسلحاً واحداً فقط كان يزرع قنبلة. وفي حادث منفصل، تحطمت مروحية تابعة للحلف في ولاية باروان (شمال)، من دون ان يؤدي ذلك الى اصابات في صفوف أفراد الطاقم. وأعلن الحلف انه يحقق في سبب تحطم المروحية، «لكن التقارير الاولية لم ترصد أي نشاط للعدو في المنطقة وقت الحادث». على صعيد آخر، اكد الجنرال ديفيد رودريغيز الذي يشغل منصب مساعد قائد قوات «الناتو» في افغانستان، ان انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد سيبدأ «بهدوء» عبر عودة 800 جندي هذا الشهر، مشيراً الى ان الانسحاب «التدريجي» سيشمل قوات قتالية وقوات دعم دعم لوجستي في المعارك. وأعلن ان وحدتين اميركيتين تتمركز احدهما في كابول ستنهيان مهمتهما نهاية الشهر، ولن تحل وحدات اخرى بدلاً منهما. وكان اوباما اعلن انسحاب عشرة آلاف رجل قبل نهاية السنة الحالية، ثم انسحاب باقي التعزيزات التي ارسلت نهاية عام 2009، اي 23 الف جندي في نهاية صيف 2012. الى ذلك، انهت كندا مهمتها القتالية في افغانستان بعد تسع سنوات من المعارك ادت الى مقتل 157 من جنودها ال3 آلاف الذين خاضوا اعنف المعارك في ولاية قندهار (جنوب). وأكدت انها «فخورة جداً» بالتقدم الذي تحقق في مواجهة حركة «طالبان»، علماً ان كلفة عملياتها العسكرية تجاوزت 11 بليون دولار. ونظمت حفلة تسليم القيادة في مطار بقندهار، فيما لا يزال حوالى 950 جندياً كندياً في افغانستان لتنفيذ مهمات تدريب. وقال الجنرال دين ميلنر، قائد الوحدة القتالية الكندية في كلمة امام الجنود المغادرين: «على مر سنوات قدم الكنديون، من الجيش والمدنيين، تضحيات كبيرة نفتخر بها، على رغم ان حجم العمل لا يزال كبيراً». وتعتبر كندا ابرز دولة مساهمة في قوات «الاطلسي» تبدأ اعادة قواتها هذه السنة، علماً ان الموعد المحدد للانسحاب الاجنبي الكامل من البلاد هو نهاية 2014. وأظهر استطلاع للرأي نشر في وقت سابق من السنة الحالية تزايدت معارضة الرأي العام الكندي للحرب في افغانستان والتي بلغت 63 في المئة مقارنة ب 47 في المئة العام الماضي. وكان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر صرح بعد قتل قوات كومنادوس اميركية زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن في باكستان مطلع ايار (مايو) الماضي، بأن «افغانستان لم تعد مصدر الارهاب العالمي». وستواصل كندا تقديم مساعدات لأفغانستان، ويتوقع ان تبلغ الكلفة الاجمالية لمساهمتها بين الفترة الحالية ونهاية 2014 نحو 700 مليون دولار سنوياً. وفي اشارة ايجابية تتزامن مع بدء نقل مسؤولية الامن الى كابول، اعلن الممثل الخاص للأمم المتحدة في افغانستان ستافان دي ميستورا ان الوضع يتحسن في البلاد على رغم الاعتداءات الاخيرة. وقال الديبلوماسي خلال اجتماع لمجلس الأمن: «باتت افغانستان على مفترق طرق، ولحظة توليها مسؤولية امنها تقترب، وهي تشبه قطاراً يتقدم على السكة الصحيحة». وزاد: «لا شك في ان وقع الاعتداء الذي استهدف فندق انتركونتيننتال واسفر عن مقتل 21 قتيلاً بينهم 9 مهاجمين شكل صدمة»، لكن الأهم ان كابول نجحت في مواجهة المتمردين.